للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومثال "أخبر" قول رجل من بني كلاب:

وما عليك إذا أخبرتني دنفا … وغاب بعلك يوما أن تعوديني

دنفا مريضا؛ من الدنف؛ وهو المرض الذي ينهك القوى. بعلك: زوجك. تعوديني: تزوريني. و"ما" اسم استفهام إنكاري مبتدأ. "عليك" متعلق بمحذوف خبر؛ أي: بأس كائن عليك. "إذا" ظرف فيه معنى الشرط متعلق بتعوديني. "أخبرتني" ماض للمجهول، والتاء نائب فاعل مفعول أول، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول ثان "دَنِفا" مفعول ثالث.

"وغاب بعلك" الواو للحال، والجملة حال على تقدير "قد". "أن تعوديني" أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بفي محذوفة؛ أي: في عيادتي. والجار والمجرور متعلق بما تعلق به عليك؛ أي: أي بأس عليك حين بلغك أني مريض، وقد غاب زوجك في يوم ما، في زيارتي في هذا الوقت؟

ومثال "حدَّث" قول الحارث بن حلزة اليشكري من معلقته:

أو منعتم ما تسألون فمن حُد … دثتموه له علينا الولاء

"أو" عاطفة على ما قبله. "ما" اسم موصول مفعول منعتم. "تسألون" مضارع مبني للمجهول، والجملة صلة ما؛ أي: تسألونه. "فمن" الفاء عاطفة، و"من" اسم استفهام للإنكار والنفي، مبتدأ. "حدثتموه" ماض للمجهول، والتاء نائب فاعل هي المفعول الأول، والميم علامة الجمع، والواو للإشباع،

والهاء مفعول ثان، والجملة خبر المبتدأ. "له" متعلق بمحذوف خبر مقدم. "علينا" متعلق بالمحذوف. "الولاء" مبتدأ مؤخر، وجملة المبتدأ والخبر سدت مسد المفعول الثالث لحدث. يريد: أو منعتم ما تسألون من المهادنة والعدل

بيننا وبينكم، فمن الذي حدثكم أن له علينا يدا حتى تطمعوا أن تكونوا

مثله؟ أي: إنه لا فضل لأحد علينا، ونحن قادرون على مقابلتكم بالمثل. وإلى ما تقدم يشير الناظم بقوله:

وكأرى السابق نَبَّأ أَخْبَرا … حدَّث أَنْبَأ كذاك خبَّرا*

أي: مثل الفعل "أرى" السابق أول الكلام في نصب ثلاثة مفاعيل، هذه الأفعال الخمسة التي سردها.


* "وكأرى" متعلق بمحذوف خبر مقدم. "السابق" نعت لأرى. "نبا" مبتدأ مؤخر قصد لفظه، وما بعده معطوف عليه بحذف العاطف. "كذاك" جار ومجرور خبر مقدم. "خبرا" مبتدأ مؤخر مقصود لفظه.

<<  <  ج: ص:  >  >>