للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو استلزمه ما قبله (١)، كقوله:

غداة أحلت لابن أصرم طعنة … حصين عبيطات السدائف والخمر (٢)

أي وحلت له الخمر؛ لأن أحلت يستلزم حلت.

أو فسره ما بعده (٣)، نحو: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِين﴾، والحذف في هذه واجب (٤).

(١) أي استلزم الفعل الرافع للفاعل -ما ذكر قبله من فعل.

(٢) بيت من الطويل، من قصيدة للفرزدق.

اللغة والإعراب: طعنة: اسم مرة من الطعن، وهو الضرب بالرمح وغيره: عبيطات: جمع عبيطة، وهي القطعة من اللحم الطري غير النضيج، وعبط الذبيحة واعتبطها: نحرها وهي سمينة فتية، من غير داء ولا كسر، السدائف: جمع سديف، وهو شحم السنام ونحوه مما غلب عليه السمن، "غداة" منصوب على الظرفية بما قبله، "طعنة" فاعل أحلت، "لابن أصرم" متعلق بأحلت ومضاف إليه، ممنوع من الصرف، "حصين" بدل أو عطف بيان من أصرم"، عبيطات" مفعول أحلت، "السدائف" مضاف إليه، "والخمر" بالرفع فاعل لفعل محذوف، أي وحلت له الخمر.

المعنى: كان لحصين بن أصرم قريب قتل، فحرم على نفسه أكل اللحم الطري وشرب الخمر حتى يأخذ بثأر قريبه، فلما أدرك ثأره حل له ما حرمه على نفسه، فهو يقول: غداة أباحت طعنة حصين لخصمه وإدراكه ثأره، أكل اللحم الطري وشرب الخمر.

الشاهد: رفع "الخمر" على أنه فاعل لمحذوف، يدل عليه الفعل السابق ويستلزمه، وهو "أحلت" كما ذكرت المصنف، وروى بنصب "طعنة" على أنه مفعول به، وإن كان فاعلًا في المعنى، ورفع "عبيطات والخمر" على الفاعلية والعطف، على حد: "خرق الثوب المسمار".

(٣) "أي فسر" الفعل الرافع للفاعل ما بعده من فعل كما في الآية المذكورة.

(٤) لأن استجارك المذكور مفسر للمحذوف، ويغني عنه، فهو كالعوض، ولا يجمع بين

<<  <  ج: ص:  >  >>