ولا يجوز في نحو: يوعظ في المسجد رجل، لاحتماله للمفعولية (٢)، بخلاف: يوعظ في المسجد رجال زيد (٣)، … ... … ... … ... … ... …
اليمن، قال الخطيب: كان فقيهًا، عالمًا بالنحو واللغة، دينا ورعًا، قدم بغداد، وأخذ عن الأخفش ويونس والأصمعي وأبي عبيدة، وحدث عنه المبرد، وقال فيه:"كان الجرمي أثبت القوم في كتاب سيبويه، وناظر الفراء وأفحمه، وانتهى إليه علم النحو في زمانه، وكان يلقب بالنباح، لكثرة مناظرته في النحو، ورفع صوته فيه، وله كتاب "الأبنية" ومختصر في النحو"، وغريب سيبويه، مات سنة ٢٢٥ هـ.
(١) هو أبو الفتح، عثمان بن جني، الموصلي مولدًا ونشأة، وأبوه جني، كان مملوكًا روميًا لسليمان بن فهد الأزدي الموصلي، وفي ذلك يقول:
فإن أصبح بلا نسب … فعلمي في الورى نسبي
كان إماما في العربية، ومن أحذق أهل الأدب، وأعلمهم بالنحو والصرف، وصنف في ذلك كتبًا فاق بها على المتقدمين وأعجز، المتأخرين، ولم يتكلم أحد في التصريف والإعراب أدق منه كلامًا، قرأ الأدب على أبي علي الفارسي، وأخذ عنه ثم فارقه وقعد للإقراء بالموصل، فاجتاز بها شيخه أبو علي، فرآه في حلقته والناس حوله، فقال له: تزببت وأنت حصرم، فترك حلقته وتبعه ولازمه، وقد عاصر المتنبي وناظره، وكان المتنبي يعجب به وبذكائه وحذقه، ويقول فيه:"هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس"، وخدم أبو الفتح البيت البويهي "عضد الدولة وأولاده" وكان يلازمهم، وله مصنفات كثيرة منها كتاب "الخصائص"، وقد طبعته دار الكتب" و"اللمع"، و"المحتسب" في تخريج القراءات الشاذة، وقد طبع حديثًا، وشرح ديوان المتنبي"، ولما مات المتنبي رثاه بقصيدة مطلعها:
غاض القريض وأذوت نضرة الأدب … وصوحت بعد ري دوحة الكتب
وتوفي أبو الفتح في آخر صفر سنة ٣٩٢ هـ، ودفن ببغداد في خلافة القادر بالله.
(٢) فيكون مرفوعًا على أنه نائب فاعل، فيحصل لبس بين كونه فاعلًا لفعل محذوف، أو نائب فاعل، فلهذا لا يجوز أن يكون فاعلًا.
(٣) فإنه يجوز أن يكون "زيد" فاعلًا لفعل محذوف، لعدم الاحتمال المتقدم؛ لأن الفعل قبله قد استوفى نائب فاعله، ونائب الفاعل لا يتكرر كالفاعل.