أي يسبحه رجال، ويبكه ضارع، وهو قياسي وفاقا للجرمي (٣)،. . . . . . . . . . .
المسلمين سنوات كثيرة بالجامع الأموي، في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز وقبله وبعده، وكان يأتم به وهو أمير المؤمنين، وجمع له بين الإمامة والقضاء، ومشيخة الإقراء بدمشق، وقد أجمع الناس على قراءته، وتوفي بدمشق يوم عاشوراء سنة ١١٨ هـ.
(١)"يسبح" مضارع مبني للمجهول، له "نائب" فاعل "رجال" فاعل لفعل محذوف دل عليه مدخول الاستفهام المقدر، كأنه لما قيل: ﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾، قيل: من يسبحه؟ فقيل: يسبحه رجال، ففي الكلام استفهام ضمني، أو مقدر أشعر به، "يسبح" المبني للمفعول.
(٢) عجز بيت من الطويل، أنشده سيبويه ونسبه للحارث بن نهيك، وقيل للبيد بن ربيعة، يرثي يزيد بن نهشل، وقيل لغيرهما، وصدره:
ومختبط مما تطيح الطوائح
اللغة والإعراب: ضارع: ذليل خاشع، مختبط: هو المحتاج الذي يطلب معروفك، من غير أن تكون له وسيلة يمت بها إليك، تطيح: تهلك، الطوائح: جمع طائح أو طائحة، "لبيك" اللام لام الأمر، ويبك مضارع مبني للمجهول مجزوم بها بحذف الألف، "يزيد" نائب فاعل، "ضارع" فاعل لفعل محذول دل عليه مدخول الاستفهام المقدر، أي يبكيه"، لخصومه" متعلق به، "ومختبط" معطوف على ضارع"، "مما" من جارة، وما مصدرية، والجار والمجرور متعلق بمختبط.
المعنى: ليبك يزيد، ويندبه شخصان، فقير ذليل مهضوم الحق لا يجد له نصيرا، وطالب معروف يدفع به مصائب الدهر، وليس له وسيلة يتقرب بها.
الشاهد: رفع "ضارع" على أنه فاعل لفعل محذوف، واقع في جواب استفهام مقدر، كأنه حين قال: ليبك يزيد، قيل: فمن يبكيه؟ فقال: ضارع. وروى ليبك يزيد ضارع، ببناء "يبك" للمعلوم، ونصب "يزيد" على أنه مفعول، ورفع "ضارع" على الفاعلية، وإذًا لا شاهد فيه.
(٣) هو أبو عمر، صالح بن إسحاق الجرمي البصري، مولى جرم بن زبان، وجرم من قبائل