للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي قليلة وتعزى لفقعس ودبير (١)، وادعى ابن عذرة (٢) امتناعها في افتعل وانفعل (٣)، والأول قول ابن عصفور، والأبدي وابن مالك، وادعى ابن مالك امتناع ما ألبس من كسر، كخفت وبعت، أو ضم كعقت (٤)، وأصل المسألة: خافني زيد، وباعني

يذكر ويؤنث، "على نيرين" متعلق بحوكت، "إذا" ظرف زمان لحوكت، "تحاك" مضارع مبني للمجهول أيضًا.

المعنى: أن هذا الرداء على نيرين، وما ينسج بهذه الطريقة يكون أصفق وأحكم في النسج، فاكتسب متانة وصلابة، حتى إذا ضرب بها الشوك لا يدخل فيها، ولا يحدث بها أثرًا أو ضررًا.

الشاهد: في "حوكت" حيث أخلص فيه الضم، فقلبت ألفه واوا، ويروى "حيكت"، فيكون شاهدا على إخلاص الكسر وقلب الألف ياء، ولعل هذا أقرب ليخالف الشاهد السابق.

(١) فقعس ودبير: حيان من فصحاء قبيلة بني أسد، وإخلاص الضم لغتهما، أما الكسر فلغة بني تميم.

(٢) هو الإمام البارع أبو الحكم بن عبد الرحمن بن عذرة، الأنصاري الأوسي الخضراوي، كان نحويا نبيلًا حاذقا ثابت الذهن، وقاد الفكر، أخذ عن أبي العلاء، إدريس القرطبي وابن عصفور وغيرهما، وله تصانيف كثيرة، منها: "الإعراب في أسرار الحركات في الإعراب".

والمفيد في أوزان الرجز والقصيد، وتوفي بعد سنة ٦٤٤ هـ.

(٣) أي وما كان على مثالهما مما زاد على الثلاثة.

(٤) أي بالبناء للمفعول فيها جميعها، وفي ذلك يقول الناظم:

وإن بشكل خيف لبس يجتنب … وما لباع قد يرى لنحو حب


* "إن" شرطية: "بشكل" متعلق بخفيف. "لبس" نائب فاعل خفيف، وهو فعل الشرط، "يجتنب" مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل يعود إلى شكل، وهو جواب الشرط. "وما" اسم موصول مبتدأ. "لباع" متعلق بمحذوف صلة. "قد" للتقليل، "يرى" مضارع للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى "ما"، والجملة خبر المبتدأ "لنحو" متعلق بيرى، "حب" مضاف إليه مقصود لفظه.
أي إذا خيف اللبس بين الفعل المبني والفاعل، والمبني للمفعول، بسبب شكل من الأوجه الثلاثة، يجتنب ذلك الوجه من الشكل، ويعدل إلأى شكل آخر لا لبس فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>