للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والفارسي وجماعة يجيزونه (١)، وقال هشام: الواو كالفاء.

وهذه أمور متممات لما تقدم:

أحدها: أن المشتغل عن ااسم الساب كما يكون فعلا، كذلك يكون اسما، لكن بشروط ثلاثة: أحدها: أن يكون وصفا (٢)، الثاني: أن يكون عاملًا (٣). الثالث: أن يكون صالحًا للعمل فيما قبله (٤). .... .... … ... ....

رابط، وهو مفقود هنا، فإن عطف على الكبرى ترجح الرفع.

وإلى ما تقدم أشار الناظم بقوله:

وإن تلا المعطوف فعلا مخبرا … به عن اسم، فاعطفن مخيرا

أي إذا وقع الاسم المشتغل عنه بعد عاطف تقدمته جملة فعلية، هي خبر عن مبتدأ، فأنت بالخيار، بين العطف على ما قبله عطف على جملة فعلية مثلها، أو عطف جملة اسمية على اسمية، مراعاة للصدر والعجز.

(١) أي يجيزون النصب مع العطف على الجملة الصغرى، ويكون ذلك مستثنى مما يحتاج إلى رابط، واستدلوا على ذلك بإجماع القراء على نصب: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا﴾، وهي معطوفة على "تسجدان" من قوله تعالى: ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَان﴾، وليس فيها ضمير يعود على النجم والشجر، ويبرر الاستثناء: أنهم يغتفرون في الثواني ما لا يغتفرون في الأوائل.

(٢) فخرج ما يعمل عمل الفعل، وليس بوصف، كاسم الفعل، نحو: زيد دراكه، فلا يجوز نصب "زيد"؛ لأن أسماء الأفعال لا تعمل فيما قبلها، فلا تفسر عاملا، والمراد بالوصف هنا: اسم الفاعل، واسم المفعول، وأمثلة المبالغة، كما أسلفنا.

(٣) احترز بذلك من الوصف الذي لا يعمل، كاسم الفاعل إذا كان بمعنى الماضي، نحو: محمد أنا مكرمه أمس، فلا يصح نصب محمد؛ لأن ما لا يعمل لا يفسر عاملًا.

(٤) لا يكون مقرونا بأل، ولا صفة مشبهة، ولا أفعل تفضيل، ولا مصدر ولا حرفا من


* "إن" شرطية، "تلا" فعل ماض فعل الشرط، "فعلا" مفعول ٥، "مخبرا" نعت لفعل. "به عن اسم" متعلقان بمخبرا، "فاعطفن" جواب الشرط. "مخيرا" حال من فاعل اعطفن.

<<  <  ج: ص:  >  >>