للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذلك نحو: زيدا أنا ضاربه الآن أو غدا، بخلاف نحو: زيد عليكه، وزيد ضرباه إياه؛ لأنهما غير صفة (١)، نعم يجوز النصب عند من جوز تقديم معمول اسم الفعل، وهو الكسائي، ومعمول المصدر الذي لا ينحل بحرف مصدري (٢)، وهو المبرد والسيرافي، وبخلاف نحو: زيد أنا ضاربه أمس؛ لأنه غير عامل على الأصح، وزيد أنا الضاربه، ووجه الأب زيد حسنه (٣)؛ لأن الصلة والصفة المشبهة لا يعملان فيما قبلهما.

الثاني: لا بد في صحة الاشتغال من علقه (٤) بين العامل والاسم السابق، وكما

الحروف الناسخة، ولا فعلا جامدا، كعسى وليس، وفعل التعجب وغير ذلك من كل ما لا يصلح أن يتقدم عليه معموله، نعم: لا يجوز الاشتغال في المصدر وفي اسم الفعل، وفي ليس، عندي من يجيز تقديم معمول الأولين، وخبر ليس، كما بين المصنف.

(١) أي؛ لأن الأول اسم فعل، والثاني مصدره، وهما لا يعملان فيما قبلهما، "فزيد" واجب الرفع على أنه مبتدأ، وخبره: الفعل النائب عن اسم الفعل، والمصدر.

(٢) وهو الواقع بدلا من اللفظ بفعله، كضربا النائب عن فعله، أما المنحل إلى حرف مصدري، فلا يجوز عمله النصب فيما قبله اتفاقا؛ لأن الصلة لا تعمل فيما قبل الموصول فلا تفسر عاملًا.

(٣) فزيد مبتدأ، وما بعده جملة اسمية خبر، و"وجه الأب" مبتدأ ومضاف إليه، وما بعده جملة اسمية خبر كذلك، وإلى ما تقدم يشير الناظم بقوله:

وسو في ذا الباب وصفا ذا عمل … بالفعل إن لم يك مانع حصل

أي أن الوصف العامل الذي شرحناه، يجري في هذا الباب مجرى الفعل، ويساويه فيما تقدم، إن لم يحصل مانع يمنع الوصف من العمل، كاقترانه بالألف واللام كما بينا.

(٤) أي ارتباط وعلاقة وصلة.


* "في ذا الباب": متعلق بسو، والباب بدل من ذا، أو عطف بيان، "وصفا" مفعول سو، "ذا" بمعنى صاحب، نعت لوصف. "عمل" مضاف إليه، "بالفعل" متعلق بسو. "إن" شرطية "يك" مضارع مجزروم بلم على النون المحذوفة للتخفيف، "مانع" فاعل يك وهو فعل شرط، "حصل" الجملة صفة لمانع، وجواب الشرط محذوف، أي فسو الوصف بالفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>