ألا يتصل به "هاء" ضمير غير المصدر، وألا يبنى منه اسم مفعول تام، وذلك كخرج، ألا ترى أنه لا يقال: زيد خرجه عمرو، ولا هو مخروج، وإنما يقال: الخروج خرجه عمرو (١)، وهو مخروج به أو إليه (٢).
وأن يدل على سجية (٣)، وهي ما ليس حركة جسم، من وصف ملازم، نحو: جبن، وشجع.
أو على عرض (٤)، وهو ما ليس حركة جسم، من وصف غير ثابت، كمرض،
فقال:
علامة الفعل المعدى أن تصل … "ها" غير مصدر به نحو عمل
فانصب به مفعوله إن لم ينب … عن فاعل نحو تدبرت الكتب
أي أن علامة الفعل المتعدي إلى المفعول، أن تصل به هاء تعود على غير امصدر مثل "عمل"، تقول في محمد عمل الخير مثلا: محمد عمله، وهو ينصب المفعول به، إلا إذا ناب المفعول عن الفاعل فإنه يرفع بالنيابة، تقول في تدبرت الكتب، أي تأملتها، تدبرت الكتب برفع الكتب على أنها نائب فاعل.
(١) فيتصل بخرج "هاء" ضمير المصدر، وهو الخروج.
(٢) فيبنى منه اسم مفعول ناقص يحتاج إلى حرف الجر.
(٣) أي طبيعة وسليقة وصفة تلازم صاحبها، ولا تكاد تفارقه إلا لسبب قاهر.
(٤) أي معنى طارئ ليس له طول ثبات ولا دوام، ويزول بزوال سببه.
* "علامة الفعل" مبتدأ ومضاف إليه، "المعدى" "نعت للفعل. "أن تتصل" أن: حرف مصدري ونصب، و"تصل" منصوب بها وسكن للضرورة، وهو في تأويل مصدر خبر المبتدأ "ها" مفعول تصل، "غير" مضاف إليه "مصدر" مضاف إليه أيضا، "به" متعلق بتصل. "نحو" خبر لمبتدأ محذوف، "عمل" مضاف إليه مقصود لفظه، "مفعوله" مفعول به لانصب مضاف إلى الهاء. "إن" شرطية. "ينب" مضارع مجزوم بلم فعل الشرط، وفاعله يعود على مفعوله، وجواب الشرط محذوف، أي فانصبه به. "نحو" خبر لمبتدأ محذوف، "تدبرت الكتب" الجملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل جر مضاف إليه، مقصود لفظها.