سماعي جائز في الكام المنثور، نحو: نصحته وشكرته (١)، والأكثر ذكر اللام، نحو: ﴿وَنَصَحْتُ لَكُمْ﴾، ﴿أَنْ اشْكُرْ لِي﴾. (٢).
وسماعي خاص بالشعر، كقوله:
كما عسل الطريق الثعلب (٣)
كليب، وأبي المسؤلون النطق باسمها لحقارتها والتعفف عن ذكر اسمها.
الشاهد: جر "كليب" بحرف جر محذوف شذوذا، وروي "كليب" بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي هي كليب، فيكون قد جمع بين الإشارة والعبارة وإذا لا شاهد فيه.
(١) مثله: كلت له: ووزنت له، وفي التنزيل: ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾.
(٢) الأولى من الآية ٧٩ من سورة الأعراف، والثانية من الآية ١٤ من سورة لقمان.
(٣) جزء بيت من الكامل، من شعر ساعده بن جؤية الذهلي، يصف رمحا بالليونة، وهو بتمامه:
لدن بهز الكف يعسل متنه … فيه كما عسل الطريق الثعلب
اللغة والإعراب: لدن: لين ناعم، ويعسل: يضطرب ويتحرك، متنه، المراد: ظهر الرمح وصدره، "لدن" خبر لمبتدأ محذوف، أي هو لدن "بهز الكف"متعلق بيعسل، أو بلدن، ومضاف إليه، والباء للسببية "متنه" فاعل يعسل ومضاف إليه، "فيه" متعلق بيعسل. "كما" الكاف جارة. و"ما" مصدرية "عسل" فعل ماض، "الطريق" منصوب بحرف جر محذوف، أي في الطريق. "الثعلب" فاعل عسل، و"ما" وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالكاف.
المعنى: أن هذا الرمح لجودته، شديد الليونة، يتحرك ويضطرب متنه بسبب هزه باليد، كما يضطرب الثعلب في الطريق خوفا من أن يدرك.
الشاهد: حذف حرف الجر، وهو "في" ونصب الاسم الذي كان مجرورا به، وهو "الطريق"، وذلك خاص بالشعر.