وقياسي، وذلك في أن، وأن وكي (٢)، نحو: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾، ونحو: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾، ونحو: ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً﴾،
(١) صدر بيت من البسيط، لجرير بن عبد المسيح، المعروف بالمتلمس، وعجزه:
والحب يأكله في القرية السوس
وكان قد ترك العراق كراهة وزهدا في المقام بها.
اللغة والإعراب: أليت: حلفت، حب العرق، الحب: اسم جنس جمعي، يشمل الحنطة والشعير وغيرهما. أطعمه: أشوقه. السوس، دود يقع في الطعام، وفي الصوف "آليت" فعل وفاعل والتاء للمتكلم، وقيل للمخاطب، وهو النعمان بن المنذر ملك الحيرة، أو عمرو بن هند الملك، وكان الشاعر قد هجاه
فطرد من العراق. "حب العراق" منصوب بحرف جر محذوف ومضاف إليه، أي على حب العراق، "أطعمه" فعل مضارع مرفوع والفاعل أنا والهاء مفعوله، وقبله نفي مقدر، أي لا أطعمه، "والحب" الواو للحال والحب "مبتدأ، "السوس" فاعل يأكل والجملة خبر المبتدأ.
المعنى: أقسمت ألا آكل شيئا من خيرات العراق، والحال أن خيره كثير وحبه وفير، وخزائنه مملوءة به، ولكثرته يأكله السوس.
الشاهد: حذف حرف الجر، وهو "على" الذي يتعدى به "الفعل" "آلى"، ونصب الاسم الذي كان مجرورا وهو "حب"، وهو ضرورة خاصة بالشعر، ومع ذلك فهو كثير في الشعر العربي.
(٢) أي حين يكون المجرور مصدرا مؤولا من حرف مصدري من أحد هذه الأحرف المصدرية الثلاثة، مع صلته، وقد سبق الكلام عليها، وإنما كان الحذف قياسا في هذه، لطولها بالصلة؛ ولأن دخول الحرف في الظاهر على موصول حرفي غير مستساغ، وقد اختلف في محلها بعد الحذف، والأقيس أنها في محل نصب وإليه ذهب المصنف، وأجازه الخليل وسيبويه، ولكنهما جعلا أقوى منه، أن يكون الحل جرًا.