وقد يكون النائب اسم عين، نحو: لا أكلمه القارظين، والأصل: مدة غيبة القارظين (٢).
وقد يكون المنوب عنه مكانا، نحو: جلست قرب زيد (٣)، أي مكان قربه.
والجاري مجرى أحدهما: ألفاظ مسموعة، توسعوا فيها فنصبوها على تضمين معنى في كقولهم: أحقا أنك ذاهب؟ (٤) والأصل: أفي حق. وقد نطقوا بذلك، قال:
أفي الحق أني مغرم بك هائم (٥)
(١) فـ"حلب" و"نحر" مفعول فيهما، كما في سابقه، والأصل: مقدار حلب ناقة، ومقدار نحر جزور.
(٢) فـ"القارظين" منصوب على الزمان، لنيابته عنه بعد حذفه، وهو ليس بمصدر، "والقارظين" مثنى قارظ، وهو جاني القرظ الذي يدبغ به، وهما رجلان من عنزة خرجا يجنيان القرظ، فطالت غيبتهما ولم يرجعا، فضرب برجوعهما المثل، للأمر الميئوس منه الذي لا يكون أبدًا.
(٣) أي مكان قرب زيد، فحذف المضاف، وهو مكان، وأقيم المصدر مقامه، وفيما سبق يقول الناظم:
وقد ينوب عن مكان مصدر … وذاك في ظرف الزمان يكثر
أي ينوب المصدر عن ظرف المكان قليلا، وتكثر إنابته عن ظرف الزمان. هذا: ولم يذكر الناظم الأشياء التي ذكرها المصنف من غير المصدر، والتي تنوب عن الظرف بنوعيه بعد حذفه وتعرب ظرفًا.
(٤) فـ"أحقا": منصوب على الظرفية الزمانية، متعلق بمحذوف، خبر مقدم. "أنك ذاهب": في تأويل مصدر، مبتدأ مؤخر.
(٥) صدر بيت من الطويل، لفائد بن المنذر القشيري، وعجزه:
* "قد" حرف تقليل. "مصدر" فاعل ينوب، "وذاك" مبتدأ، والكاف حرف خطاب، "في" ظرف الزمان متعلق بيكثر، ومضاف إليه. "يكثر" الجملة خبر المبتدأ، وهو ذاك.