وهي جارية مجرى ظرف الزمان دون ظرف المكان، ولهذا تقع خبرا عن المصدر (١)، دون الجثث، ومثله: غير شك، أو جهد رأيي، أو ظنا مني، أنك قائم (٢).
وخرج عن الحد (٣) ثلاثة أمور:
أحدها: نحو: ﴿وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ﴾ إذا قدر بفي (٤)، فإن النكاح ليس بواحد مما ذكرنا.
وأنك لا خل هواك ولا خمر
اللغة والإعراب: مغرم، مولع، من أغرم بالشيء، أولع به، هائم: متحير، "أفي الحق" الهمزة للاستفهام الإنكاري، و"في الحق" متعلق: بمحذوف خبر مقدم "أني" مغرم، "أن ومعمولاها في تأويل مصدر مبتدأ وخبر، ويجوز أن تكون أن ومعمولاها في تأويل مصدر فاعل بالظرف أو بالجار والمجرور، لاعتماده على الاستفهام، "بك" متعلق بمغرم. "هائم": خبر ثان؛ لأن "لا خل": "لا" عاملة عمل ليس، وخل اسمها، "هواك": خبرها ومضاف إليه، والجملة: خبر أن "ولا خمر": معطوف على خل، وخبره محذوف، لدلالة ما قبله عليه.
المعنى: ليس غرامي بك وعشقي لك حقا؛ لأنك لا تستقرين على حال، وهواك وحبك غير ثابت، كماء العنب المتردد بين الخلية والخمرية، فلا هو خل صرف، ولا خمر خالص، ومن كان هواه بهذه المثابة، كيف يكون غرام من أغرم بها حقا؟
الشاهد: في قوله: "أفي الحق"، فقد صرح معه بالجر، مما يدل على أن "حقا" ظرف زمان لتضمنه معنى "في"، وليس منصوبا على المفعولية المطلقة، باعتبار أصله كما يقول البعض.
(١) كما سبق في إعراب "أحقا أنك ذاهب".
(٢) فـ"غير شك"، و"جهد رأيي"، و"ظنا مني": كلمات منصوبة على الظرفية الزمانية، توسعا بإسقاط حرف الجر في، والظرف فيها جميعا خبر مقدم، والمصدر المؤول بعدها من "أنك قائم" مبتدأ مؤخر.
(٣) أي: تعريف الظرف المتقدم أول الباب.
(٤) فإنه يصدق عليه الحد؛ لأنه اسم مضمن معنى "في"، فإن المعنى: ترغبون في نكاحهن، مع أن النكاح ليس بظرف، وإذا قدرنا "عن" خرج عما نحن فيه.