والناصب للمفعول معه، ما سبقه من فعل أو شبهه (٢)، لا الواو، خلافا للجراجاني (٣)، ولا الخلاف (٤)، خلافا للكوفيين، ولا محذوف، والتقدير: سرت ولابست النيل، فيكون حينئذ مفعولا به، خلافا للزجاج.
(١) أي لتعذر الاتصال، وقدر سيبويه الفعل المحذوف من لفظ الكون، وجعله ماضيا "ما"، ومضارعا مع "كيف"، فقال: إن الأصل: ما كنت وزيد، وكيف تكون وزيدا؟ وقيل: إن هذا غير مقصود من سيبويه، و"كان" في المثالين: إما ناقصة، وأداة الاستفهام قبلها خبر مقدم، واسمها ضمير المخاطب الذي كان مستتر، فلما حذفت برز وانفصل، وهذا هو الأصح، وإما تامة وفاعلها الضمير المستتر، "وما" الاستفهامية مفعول مطلق متقدم، و"كيف" حال مقد، والتقدير: أي وجود توجد مع زيد، وفي هذا الرأي ضعف، وقد أشار الناظم إلى بذلك قوله:
وبعد "ما استفهام" أو"كيف" نصب … بفعل كون مضمر بعض العرب
أي نصب بعض العرب المفعول معه، بعد "ما" و"كيف" الاستفهاميتين. وجعل النحاة النصب بفعل مقدر من لفظ الكون، كما بين المصنف.
(٢) أي شبهه في العمل، من كل ما ينصب المفعول به من المشتقات، وذلك: اسم الفاعل، واسم المفعول، والمصدر: واسم الفعل، ولهذا لا تصلح الصفة المشبهة، ولا أفعل التفضيل، ولا ما لا يعمل.
(٣) لأنه لو كان الأمر كذلك لا تصل الضمير بها، كما في سائر الحروف العاملة، فكان يقال جلست وك، كما يقال: إنك ولك، وذلك ممتنع.
(٤) أي مخالفة ما بعد الواو لما قبلها؛ لأن هذا أمر معنوي، ولو كان الخلاف يقتضي النصب لجاز: ما قام محمد بل عليا، بنصب علي، وذلك غير جائز بالإجماع، ويؤخذ من قول
* "وبعد" ظرف متعلق بنصب، "ما" مقصود لفظه مضاف إليه. "استفهام" مضاف إليه من إضافة الدال للمدلول. "أو كيف" معطوف على "ما" مقصود لفظه، "نصب" فعل ماض. "بفعل كون" متعلق بنصب ومضاف إليه. "مضمر" نعت لفعل. "بعض العرب"، فاعل نصب ومضاف إليه.