واليزيدي (١)، إلى أنه لا حذف، وأن ما بعد الواو معطوف، وذلك على تأويل العامل المذكور بعامل يصح انصبابه عليهما، فيؤول: زججن بحسن (٢)، وعلفتها بأنلتها (٣).
كتاب "الأصول"، و"النوادر" و"القلب والإبدال"، و"غريب القرآن". ومات سنة ١٢٥ هـ، ومن شعره في جعفر البرمكي.
إذا قيل من للندا والعلا … من الناس قيل الفتى جعفر
وما إن مدحت فتى قبله … ولكن بني جعفر جوهر
وقد تقدمت ترجمة الفراء، والمازني، والمبرد، وأبو عبيدة في الجزء الأول.
(١) هو أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، مولى بني عدي، وينسب إلى يزيد بن منصور الحميري، خالد المهدي؛ لأنه أدب أولاده. نشأ ببغداد، وأخذ العربية عن أبي عمرو بن العلاء، واللغة والعروض عن الخليل، وكان أحد أكابر القراء الفصحاء العالمين بلغة العرب والنحو، كما كان ثقة صدوقا صحيح الرواية، وقد اتصل بالرشيد، وجعله مؤدبا للمأمون، وصنف مختصرا في النحو، ومات بخراسان سنة ٢٠٢ هـ، ومن شعره:
إذا نكبات الدهر لم تعظ الفتى … وأفزع منها لم تعظه عواذله
ومن لم يؤدبه أبوه وأمه … تؤدبه روعات الردى وزلازله
فدع عنك ما لا تستطيع ولا تطع … هواك ولا يغلب بحقك باطله
(٢) ولا شك أن التحسين يصح تسلطه على كل من العيون والحواجب.
(٣) والإنالة يصح تسلطها على التبن والماء، ويكون ذلك من باب التضمين، وهو سائع ووارد عن العرب، "انظر صفحة ٩٤ من هذا الجزء".
تنبيه: الفرق بين العطف والمعية: أن العطف يقتضي المشاركة بين المعطوف عليه في معنى العمل، سواء حصلت المشاركة في الزمن أو لا. فإذا قلت: قابلت محمدا وعليا في الحج، فيجب أن تتناولهما المقابلة، وليس بلازم أن تكون شملتهما مع المتكلم في وقت واحد، أما المعية فبالعكس، أي أنه تتحتم المشاركة الزمنية، أما المشاركة المعنوية فقد تكون أو لا تكون، فإذا قلت: سار محمد والنيل، تعينت المشاركة الزمنية، أما المعنوية فلا يمكن؛ لأن النيل لا يشارك في السير.
فائدة: قال الصبان: قال الفارضي: "إذا اجتمعت المفاعيل، قدم المفعول المطلق، ثم المفعول به الذي تعدى إليه الفاعل بنفسه، ثم الذي تعدى إليه بواسطة الحرف، ثم المفعول