(١) وحينئذ تكون عطف جملة على جملة، لا مفرد على مفرد، وإلى الحالات المتقدمة يشير الناظم بقوله:
والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق … والنصب مختار لدى ضعف النسق
والنصب إن لم يجز العطف يجب … أو اعتقد إضمار عامل نصب
أي إذا أمكن العطف من غير ضعف، فهو أحق من النصيب؛ لأنه الأصل، ويختار النصب على المعية إذا كان في العطف بالحرف ضعف، وإن لم يكن العطف مطلقا، تعين النصب على المعية، أو على إضمار عامل مناسب، وقد أوضح المصنف ذلك.
(٢) الأصمعي: هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب، الأصمعي البصري، نسبة إلى جده أصمع، أحد أئمة اللغة والنحو الغريب والملح والنوادر. روى عن أبي عمرو بن العلاء وغيره، وكان يتمتع بحافظة جيدة، وروي عنه أنه كان يحفظ ست عشر ألف أرجوزة غير دواوين العرب. وكان جيد الإلقاء، حتى قال فيه أبو نواس:"إنه بلبل يطرب الناس بنغماته"، وقال عنه الإمام الشافعي:"ما عبر أحد من العرب بمثل عبارة الأصمعي"، وكان صدوقا في روايته، ومن أعلم الناس بفنه، وأسرعهم جوابا، وكان لا يفتي إلا بما أجمع عليه العلماء، قدم بغداد في أيام الرشيد، واتصل به وبالبرامكة. وله مصنفات كثيرة، منها:
* "والعطف" مبتدأ "إن" شرطية يمكن فعل الشرط "بلا ضعف" متعلق بيمكن، ولا" اسم بمعنى "غير" مجرور بالباء ظهر إعرابه على ما بعده "أحق" خبر المبتدأ، وجواب الشرط محذوف "والنصب مختار" مبتدأ وخبر "لدى" ظرف متعلق بمختار "ضعف النسق" مضاف إليه. "والنصب" مبتدأ خبره "يجب" والجملة الشرطية معترضة بينهما كالسابقة "أو اعتقد" معطوف على يجب، "و"أو" للتخيير "إضمار" مفعول اعتقد "عامل" مضاف إليه "تصب" مضارع مجزوم في جواب الأمر، وهو "اعتقد".