للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

وزججن الحواجب والعيونا (١)

اللغة والإعراب: علفتها: قدمت لها العلف، وهو ما يقدم للدواب من الأكل، وجمعه علاف، كجبل وجبال. شتت: بدت، همالة: صيغة مبالغة، من هملت العين إذا فاض دمعها، وكثر نزوله منها. "علفتها": فعل وفاعل ومفعول أول. "تبنا" مفعول ثان، و"ماء" الواو للعطف، و"ماء": مفعول لفعل محذوف، تقديره: وسيقتها. "باردا" صفة لماء، "حتى" حرف غاية. "همالة": حال من عيناها"، الواقع فاعلا لشتت.

المعنى: علفت هذه الدابة تبنا وأشبعتها، وسقيتها ماء باردا، حتى فاضت عيناها بالدموع من الشبع، وتلك عادة الدواب إذا شبعت.

الشاهد: في قوله: "وماء"، فإنه لا يصح أن يعطف على تبنا، عطف مفرد على مفرد، لانتفاء المشاركة، لعدم صحة تسلط العامل عليه؛ لأن الماء لا يعلف. ولا يصح أن تكون الواو للمعية لانتفاء المصاحبة؛ لأن الماء لا يصاحب التبن في العلف، وقد خرجه المصنف.

(١) عجز بيت من الوافر لعبيد بن حصين، المعروف بالراعي النميري، وصدره:

إذا ما الغانيات برزن يوما

اللغة والإعراب: الغانيات: جمع غانية، وهي المرأة التي استغنت بجمالها عن الحلي والزينة، برزن: ظهرن. زججن الحواجب: دققنها ورققنها في طول. "إذا": ظرف للمستقبل من الزمان، "ما" زائدة. "الغانيات" فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور، والجملة في محل جر بالإضافة إذا، "برزن": فعل، وضمير النسوة فاعل. "يومًا" ظرف: منصوب ببرزن.

"وزججن": معطوف على برزن، "الحواجب": مفعوله. "والعيونا" مفعول لفعل محذوف تقديره: وكحلن، وبعد هذا البيت.

أنخن جمالهن بذات غسل … سراة اليوم يمهدن الكدونا

ذات عسل: موضع، سراة اليوم: وسطه. يمهدن: يصلحن، الكدونا: جمع كدن، وهو الهودج، أو ثوب للخدر، وهو بفتح الكاف وكسرها.

المعنى: أن تلكم النساء الجميلات، إذا ظهرن من خدورهن متزينات، وقد رققن حواجبهن وكحلن عيونهن، أنخن جمالهن التي يركبنها بهذا الموضع وسط النهار، ليصلحن خدورهن أو هوادجهن.

الشاهد: في قوله"، العيونا" فإنه لا يصح أن يعطف على الحواجب، لعدم المشاركة في التزجيج، ولا تصح المعية، لعدم الفائدة في الإعلام بمصاحبة العيون للحواجب، وقد وجهه المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>