والحم (١)، والهن (٢). ويشترط -في غير ذو- أن تكون مضافة لا مفردة، فإن أفردت أعربت بالحركات؛ نحو: ﴿وَلَهُ أَخ﴾ و ﴿إِنَّ لَهُ أَبًا﴾ و ﴿وَبَنَاتُ الأَخِ﴾ (٣).
فأما قوله:
خالط من سلمى خياشيم وفا (٤)
فشاذ، والإضافة منوية، أي: خياشيمها وفاها. واشترط في الإضافة أن تكون لغير الياء، فإن كانت للياء أعربت بالحركات المقدرة؛ نحو: ﴿وَأَخِي هَارُونُ﴾، ﴿إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي﴾ (٥).
(١) هو كل قريب للزوج أو الزوجة وقد قصره العرف على الوالد.
(٢) معناه: شيء، أو شيء يسير، أو تافه. تقول: هذا هنك؛ أي: شيئك، ويكنى به عن كل ما يستقبح ذكره.
(٣) من الآيات ١٢ من سورة النساء، و ٧٨ من سورة يوسف، و ٢٣ من سورة النساء.
(٤) ينسب النحاة هذا الشاهد للعجاج الراجز المشهور، في وصف الخمر، ولم نجده في ديوانه، وهو عجز بيت من الرجز، وصدره:
حتى تناهى في صهاريج الصفا
اللغة والإعراب: صهاريج: جمع صهريج، وهو حوض يجتمع فيه الماء. خالط: امتزج. خياشيم: جمع خيشوم؛ وهو الأنف، أو أقصاه. "فا" المراد: "فاها". "تناهى" الفاعل يعود على الماء الممزوج بالخمر في الأبيات قبله، وكذلك فاعل خالط. "خياشيم" مفعول خالط "وفا" معطوف على خياشيم.
المعنى: كأن هذه الخمر التي وصفها امتزجت بريح خياشيم سلمى وريقة فمها، حتى وصلت إلى هذه الجودة وطيب النكهة.
الشاهد: في قوله "فا"؛ فإنه معطوف على خياشيم، وهو منصوب بالألف نيابة عن الفتحة، مع أنه غير مضاف في اللفظ إلى شيء، وشرط إعراب الأسماء الستة بالحروف الإضافة. وقد أجاب المصنف؛ بأن هذا شاذ، أو مضاف إلى ضمير محذوف عائد على المحبوبة كما بين.
(٥) من الآيتين: ٣٤ من سورة القصص، و ٢٥ من سورة المائدة، و"أخي" مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الخاء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وياء المتكلم مضاف إليه. "هارون" بدل من أخي أو عطف بيان. "هو أفصح مني لسانًا" الجملة خبر المبتدأ. أما "أخي" في الآية الثانية، فيجوز فيه النصب عطفًا على الياء المجرورة بإضافة "نفسي"، والواقع مفعولًا لأملك، والجر عطفًا على الياء المجرورة بإضافة "نفسي"، والرفع على أنه مبتدأ حذف خبره؛ أي: وأخي لا يملك إلا نفسه، أو أنه معطوف على الضمير في "أملك".