و"ذو" ملازمة للإضافة لغير الياء (١)، فلا حاجة إلى اشتراط الإضافة فيها. وإذا كانت "ذو" موصولة لزمتها الواو (٢)، وقد تعرب الحروف (٣)؛ كقوله:
فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا (٤)
(١) أي: من أسماء الأجناس الظاهرة التي ليست وصفًا؛ نحو: معلمي ذو فضل على؛ فلا تضاف إلى الأعلام، ولا إلى الضمائر، ولا إلى الجمل، ولا إلى الصفات، إلا ما شذ من ذلك كله.
(٢) أي: غالبًا في أحوالها المختلفة، وتكون مبنية على السكون في محل رفع أو نصب أو جر.
(٣) أي: مثل إعراب "ذي" بمعنى صاحب.
(٤) عجز بيت من الطويل لمنظور بن سحيم الفقعسي، شاعر إسلامي. وصدره.
فإما كرام موسرون لقيتهم
اللغة والإعراب:"إما" حرف شرط وتفصيل. "كرام" فاعل لفعل محذوف يفسره السياق؛ أي: إما قابلني كرام، أو خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: فالناس إما كرام، بدليل وإما لئام. "موسرون لقيتهم" صفتان لكرام، أو كرام: مبتدأ نكرة خصص بالوصف، وجملة "لقيتهم" خبر. "فحسبي" الفاء واقعة في جواب الشرط، وحسبي: اسم فعل بمعنى كافيني، خبر مقدم "من "جارة. "ذي" اسم موصول مجرور بالياء. "عندهم" ظرف ومضاف إليه متعلق بمحذوف صلة. "ما" اسم موصول مبتدأ مؤخر، ويجوز أن يكون "حسبي" مبتدأ، و"ما" خبر. "كفانيا" الجملة صلة ما، والألف للإطلاق.
المعنى: هؤلاء الناس الذين لقيتهم ونزلت عندهم؛ إما أن يكونوا كرامًا أصحاب ثراء، فالذي يصلح حالي، ويقوم بمعيشتي من عطائهم، كافي وحسبي، ولا أبتغي زيادة عليه. وبعد هذا البيت.
الشاهد: في "ذي" فإنها هنا اسم موصول بمعنى "الذي" معرب مجرور بالياء في لغة طيئ، مثل "ذي" بمعنى صاحب. وروى "من ذو" على أنها مبنية على سكون الواو بمعنى "الذي" لأنها في محل جر بمن.