للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه: أكثر هذه الأنواع وقوعا: مسألة التسعير، والمسائل الثلاث الأول (١)، وإلى ذلك يشير قوله:

ويكثر الجمود في سعر وفي … مبدي تأول بلا تكلف

ويفهم منه: أنها تقع جامدة في مواضع أخر بقلة، وأنها لا تؤول بالمشتق كما لا تؤول الواقعة في التسعير، وقد بينتها كلها.

وزعم ابنه أن الجميع مؤول بالمشتق (٢)، وهو تكلف، وإنما قلنا به في الثلاث الأول؛ لأن اللفظ فيها مراد به غير معناه الحقيقي، فالتأويل فيها واجب.

الثالث: أن تكون نكرة لا معرفة (٣)، وذلك لازم (٤)، فإن وردت بلفظ المعرفة.

ويكثر الجمود في سعر وفي … مبدي تأول بلا تكلف

كبعه مدا بكذا يدا بيد … وكر زيد أسدًا أي كأسد

أي يكثر مجيء الحال جامدة في الأشياء التي تدل على سعر، وفي كل ما يظهر تأولها بمشتق من غير تكلف، وقد مثل لما دل على السعر أو التشبيه، وقد أوضح المصنف المواضع الأخرى، والمد: مكيال معروف لأهل الحجاز والعراق، مقداره، رطل وثلث، أو رطلان.

(١) وهي ما دل على تشبيه، أو مفاعلة، أو ترتيب.

(٢) وتأويلها في السبع الباقية على معنى: متصفا بصفات البشر، من استواء الخلقة ونحوها، ومسعرا، ومعدودا، ومطورا بطور البسر أو الرطب، ومنوعا ومصوغا، ومتأصلا، أو مصنوعا.

(٣) هذا الوصف من ناحية التنكير والتعريف.

(٤) لأن الغالب فيها أن تكون مشتقة، وأن يكون صاحبها معرفة، فلو عرفت وهي مشتقة


* "في سعر" بيكثر. "وفي مبدي تأول" معطوف على ما قبله، ومضاف إليه "بلا تكلف" متعلق بتأول، و"لا" اسم بمعنى غير مضاف إلى تكلف. "كعبه" الكاف جارة لقول محذوف، و"بعه" فعل أمر ومفعوله.
"مدا" حال من الهاء، "بكذا" متعلق بمحذوف صفة لمد، أي كائنا بكذا، "يدا بيد"، إعرابه كسابقه "أسدا" حال من زيد. "أي" حرف تفسير "كأسد" الكاف اسم بمعنى مثل، عطف بيان على "أسدا" الواقع حالا، و"أسد" مضاف إليه.
لتوهم أنها نعت عند انتصاب صاحبها، وحمل غيره عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>