للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإما لصاحبها؛ نحو: ﴿لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا﴾ (١).

وإما لمضمون جملة (٢) معقودة من اسمين معرفتين جامدتين؛ كـ: زيد أبوك عطوفا.

وهذه الحال واجبة التأخير عن الجملة المذكورة، وهي معمولة لمحذوف وجوبا تقديره: أحقه ونحوه (٣).

(١) " جميعا" حال من فاعل آمن؛ وهو "من" الموصولة، وهي مؤكدة لها؛ لأن كلا منهما يدل على الإحاطة والشمول، وهذا القسم من زيادات المصنف، ولم يذكره الناظم.

(٢) بحيث يتفق معنى الحال، ومضمون الجملة، فتلزم الحال صاحبها تبعا لذلك.

(٣) أي: كأعرفه، أو أعمله. وهذا التقدير إن لم يكن المبتدأ ضمير لمتكلم وإلا قدر الفعل، أو العامل مناسبا له؛ نحو: أحقني، أعرفني، أعلم أني. ولا بد أن تكون هذه الحال متأخرة عنه أيضا. وجعل في شرح التسهيل: "زيد أبوك عطوفا" من المؤكدة لعاملها، لموافقتها له. في المعنى؛ لأن الرب صالح للعمل؛ لتأوله بالعاطف.

قيل: وهو الحق. والغرض من التوكيد بالحال؛ قد يكون إظهار اليقين؛ نحو: أنت المجاهد معروفا، أو الفخر؛ نحو: أنا محمد بطلا، أو التحقير؛ نحو: هو المجرم معاقبا … إلخ.

وفي الحال المؤكدة لمضمون الجملة يقول الناظم:

وإن تؤكد جملة فمضمر … عاملها، ولفظها يؤخر


* "وعامل الحال" مبتدأ ومضاف إليه. "بها" متعلق بأكدا. "قد أكدا" قد للتحقيق، وأكدا ماض للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى عامل الحال، والجملة خبر المبتدأ، "في نحو" متعلق بأكدا. "لا تعث" لا: ناهية، و"تعث" مضارع مجزوم بلا. "في الأرض" متعلق به. "مفسدا" حال من فاعل تعث، مؤكدة لعاملها؛ كما أوضحنا.
* "وإن" شرطية. "تؤكد" مضارع فعل الشرط، وفاعله يعود على الحال. "جملة" مفعوله. "فمضمر" الفاء واقعة في جواب الشرط، و"مضمر" خبر مقدم "عاملها" مبتدأ مؤخر ومضاف إليه. "ولفظها يؤخر" مبتدأ وخبر، والجملة في محل جزم، معطوفة على جملة جواب الشرط.

<<  <  ج: ص:  >  >>