إن "لا" ناهية، والواو للحال، والصواب: أنها عاطفة؛ مثل: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾.
الثاني: أن تكون غير مصدرة بدليل استقبال (١)، وغلط من أعرب "سيهدين" من قوله تعالى: ﴿إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ حالا.
الثالث: أن تكون مرتبطة؛ إما بالواو والضمير؛ نحو: ﴿خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ﴾ (٢)، أو بالضمير فقط؛ نحو: ﴿اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُو﴾ (٣) أي متعادين: أبو بالواو فقط؛ نحو: ﴿لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ (٤).
وتجب الواو قبل "قد" داخلة على مضارع (٥)؛ نحو: ﴿لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ
السأم والملل علة كل طالب، ومن يصبر ينل ما يريد، وبعده:
ألم تر الحبل بتكراره … في الصخرة الصماء قد أثرا
الشاهد: بيان خطأ إعراب أن الواو حالية؛ لأنه يشترط في جملة الحال أن تكون خبرية، وهذه إنشائية. أما مثل: لأمدحن المخلص إن أصاب أو أخطأ، بحيث وقعت الجملة الشرطية حالا مع أنها إنشائية، مشتملة على علامة استقبال، وهي حرف الشرط "إن"؛ فالمسوغ عند النحاة أنها شرطية لفظا لا معنى؛ لأن التقدير: لأمدحنه على أي حال.
(١) أي علامة تدل على الاستقبال؛ كالسين، وسوف، ولن، وأداة الشرط .... الخ. وذلك؛ لأنها لو صدرت بهذا؛ لفهم كونها مستقبلة بالنسبة لعاملها فتفوت المقارنة؛ على أن هناكت تنافيا بين الحال والاستقبال بحسب اللفظ.
(٢) جملة "وهم ألوف" حال من الواو في "خرجوا"، وهي مرتبطة بالواو والضمير.
(٣)"بعضكم" مبتدأ ومضاف إليه. "لبعض" متعلق بعدو الواقع خبرا، والجملة حال من الواو في "اهبطوا"، والربط الضمير في "بعضكم" والخطاب لسيدنا آدم وحواء، وجمع ضميرهما؛ لأنهما أصلا البشر، فكأنهما جميع الجنس.
(٤) جملة "ونحن عصبة" حال من الذئب، أو من ضمير يوسف، والرابط الواو فقط، ولا دخل للضمير "نحن"؛ لأنه لم يرجع لصاحب الحال، وتسمى هذه الواو واو الحال.