للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَعْلَمُونَ﴾ (١).

وتمتنع في سبع صور:

إحداها: الواقعة بعد عاطف (٢)؛ نحو: ﴿فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ﴾ (٣).

الثانية: المؤكدة لمضمون الجملة؛ نحو: هو الحق لا شك فيه، ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ (٤).

الثالثة: الماضي التالي "إلا" (٥)؛ نحو: ﴿إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ (٦).

(١) جملة "تعلمون" حال من الواو في "تؤذونني"، والرابط الواو، وهي واجبة في ذلك.

وتجب أيضا: في الجملة الحالية، الخالية من الضمير العائد على صاحب الحال لفظا وتقديرًا؛ نحو: تيقظت والشمس طالعة. ومنه قوله تعالى: ﴿لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ أما الماضي المثبت الذي تقع جملته حالا ففيه خلاف؛ فالكوفيون يوجبون "قد" إذا كان الرابط هو الواو وحدها. فإن كان هناك ضمير يعود إلى صاحب الحال، جاز الاقتران بقد وعدمه، ويرى البصريون ضرورة وجود "قد" في جملة الماضي المثبت؛ سواء أكان الرابط الواو وحدها، أو الضمير، أو هما، وإن لم توجد قدرت، والصواب رأي الكوفيين؛ لوجود شواهد كثيرة عليه.

(٢) أي يعطفها على حال قبلها.

(٣) جملة "هم قائلون" حال معطوفة على "بياتا"، وهو مصدر في موضع الحال، والرابط الضمير. ولا يقال: "أو وهم" كراهة اجتماع حرفي عطف صورة. و"قائلون" من القيلولة وهي نصف النهار؛ يقال: قال وتقيل؛ نام فيه فهو قائل.

(٤) كل من جملتي "لا شك فيه"، و"لاريب فيه" حال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها. وتمتنع الواو؛ لأن المؤد عين المؤكد؛ فلو قرن بالواو كان في صورة عطف الشيء على نفسه. أما المؤكدة لعاملها؛ فقد تقترن بالواو؛ نحو قوله تعالى: ﴿ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ﴾.

(٥) أي التي تفيد الإيجاب، والمسبوقة بكلام غير موجب.

(٦) جملة "كانوا به يستهزءون" حال من الهاء في "يأتيهم"، وإنما امتنعت الواو؛ لأن ما بعد "إلا" مفرد حكما، ويرى بعض النحاة جواز اقترانه بالواو في هذه الحالة؛ تمسكا بقول زهير:

نعم امرأ هرم لم تعر نائبة … إلا وكان لمرتاع بها وزرا

وذلك قياسا على الجملة الاسمية الواقعة بعد "إلا"، نحو قوله تعالى: ﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>