ولك في مميز الاسم أن تجره بإضافة الاسم (٤)؛ كشبر أرض، وقفيز بر، ومنوي
(١) تمييز النسبة ويسمى تمييز الجملة -هو: الذي يزيل الإبهام والغموض عن المعنى المنسوب فيها؛ لشيء من الأشياء.
(٢) نسبة "اشتعل" إلى الرأس مبهمة؛ فبين هذا الإبهام بالتمييز؛ وهو "شيبا" وهو محول عن الفاعل؛ لأن الأصل اشتعل شيب الرأس؛ فحول الإسناد من المضاف إلى المضاف إليه فارتفع، وحصل إبهام في الإسناد إليه، فجيء بالمضاف الذي كان فاعلا، وحول عنه الإسناد فجعل تمييزا.
(٣) نسبة "فجرنا" إلى الأرض مبهمة، و"عيونا" تمييز مبين لذلك الإبهام، والأصل: وفجرنا عيون الأرض، فعمل به ما عمل بسابقه، ويرى أكثر النحاة: أن تمييز الجملة لا يخرج عن واحد من هذين، ولو تأويلا؛ مثل: زادت البلاد سكانا، واختلف الناس طباعا، ووفيت العمال أجورا.
(٤) ويحذف من الاسم ما به تنوين، أو نون تشبهه. وقد يكون جره بحرف الجر "من"؛ كما سيأتي، ومع جره يسمى تمييز، فالجر لا يمنع من هذه التسمية.
وفي ذلك يقول الناظم:
وبعد ذي وشبهها اجرره إذا … أضفتها؛ كـ"مد حنطة غذا
أي بعغد هذه الأشياء التي عرض أمثلتها في البيت السابق، وهي ما دل على مساحة أو كيل أو وزن، أو ما يشبهها؛ من كل لفظ جرى العرف على استعماله في واحد منها، اجرر التمييز بالإضافة؛ بشرط أن يكون المميز مضافا للتمييز مباشرة، والمد: رطل وثلث رطل. والحنطة: القمح.
* "وبعد" ظرف متعلق باجرر، "ذي" مضاف إليه، "وشبهها" معطوف على ذي "إذا" ظرف فيه معنى الشرط "أضفتها" الجملة فعل الشرط، والجواب محذوف، "كمد" الكاف جارة لقول محذوف، و"مد" مبتدأ مضاف إلى حنطة "غذا" خبر المبتدأ.