فاعلًا معنى (١)؛ نحو: زيد أكثر مالًا بخلاف مال زيد اكثر مال (٢).
وإنما جاز هو أكرم الناس رجلًا؛ (٣) لتعذر إضافة "أفعل" مرتين (٤).
ارتضعه من ثدي أمه، وأضيف إلى الله تشريفا، ومعناه: ما أعجب هذا اللبن الذي ارتضعه، وأضيف إلى الله تشريفا، ومعناه: ما أعجب هذا اللبن الذي ارتضعه هذا الرجل، وتغذى به؛ لأنه أنشأ شخصا لا مثيل له في صفات الكمال، فهو لبن من عند منشئ الخلائق ومبدعها، وهو الله ﷾، وإلى هذه الصورة يشير الناظم بقوله:
وبعد كل ما اقتضى تعجبا … ميز كـ"أكرم بأبي بكر أبا
أي يقع التمييز بعد كل ما يدل على التعجب؛ قياسا أو سماعا، ويجب نصبه كما مثل.
(١) علامة ما هو فاعل في المعنى: ألا يكون من جنس ما قبله، وأن يستقيم المعنى بعد جعله فاعلا، وجعل أفعل التفلضيل فعلا؛ فتقول في مثال المصنف: زيد كثر ماله.
(٢) فيجب جره بالإضافة؛ لأنه ليس بفاعل بالمعنى، وضابط هذا النوع: أن يكون أفعل التفضيل بعضا من جنس التمييز، ويصح أن يوضع لفظ "بعض" موضع اسم التفضيل، ولا يفسد المعنى؛ ففي المثال المذكور يصح أن يقال: "مال زيد بعض مال". وإنما يجب الجر بالإضافة إذا كان أفعل التفضيل غير مضاف لشيء آخر غير التمييز، فإن كان مضافا وجب نصب التمييز؛ نحو: علي أفضل الناس إخوة، وهند أفضل النساء أخوات، وكذلك إذا كان غير مضاف؛ نحو: أنت أذكى من محمد عقلا.
(٣) أي بنصب "رجلا" مع تخلف شرط النصب؛ لأن "رجلا" لا يصح أن يكون فاعلا في المعنى؛ فلا يقال: هو كرم رجل.
(٤) فقد أضيف إلى الناس. فلو أضيف إلى رجل أيضًا لزم ذلك، ونصب التمييز في هذا واجب كما تقدم، وإلى صورة أفعل التفضيل أشار الناظم بقوله:
والفاعل المعنى انصبن بأفعلا … مفضلا كـ"أنت أعلى منزلا
أي أن التمييز الواقع بعد أفعل التفضيل يجب نصبه؛ إذا كان فاعلا في المعنى؛ كم مثل الناظم، فـ"منزلا" في المثال يجب نصبه؛ لأنه لا يصح جعله فاعلا بعد جعل أفعل التفضيل فعلا؛ تقول: أنت علا منزلك.
* "وبعد كل" ظرف متعلق بميز ومضاف إليه. "ما" اسم موصول أو نكرة موصوفة مضاف إليه. "اقتضى تعجبا" فاعل اقتضى يعود إلى ما، والجملة صلة ما، أو صفة لها "كأكرم" الكاف جارة لقول لمحذوف. و"أكرم" فعل ماض للتعجب جاء على صورة الأمر. "بأبي" فاعل أكرم على زيادة الباء. "بكر" مضاف إليه. "أبا" تمييز.