للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: "ما" المصدرية وصلتها (١) كقوله:

يراد الفتى كيما يضر وينفع (٢)

أي للضر والنفع، قاله الأخفش، وقيل: "ما" كافة (٣).

الثالث: "أن" المصدرية، وصلتها؛ نحو: جئت كي تكرمني، فإذا قدرت "أن" بعدها (٤)؛ بدليل ظهورها في الضرورة كقوله:

لسانك كيما أن تغر وتخدعا (٥)

كي حرف جر أصلي للتعليل، و"ما" استفهامية مجرورة بكي حذفت ألفها وجوبا لما بينا.

(١) أي المصدر المنسبك من "ما" وصلتها، فإن هذا هو المجرور محلا بالحرف.

(٢) عجز بيت من الطويل، لقيس بن الخطيم، وقيل للنابغة، وصدره:

إذا أنت لم تنفع فضر فإنما

اللغة والإعراب: يراد: يقصد. "إذا" ظرف مضمن معنى الشرط، في محل نصب بضر. "أنت" فاعل لفعل محذوف، هو فعل الشرط، يفسره المذكور. "لم تنفع" الجملة مفسرة. "فضر" الفاء واقعة في جواب "إذا"، و"ضر" فعل أمر، ويجوز في رائه الفتح للخفة، والضم؛ إتباعا لحركة الضاد، والكسر للتخلص "فإنما" للتعليل، وإنما أداة حصر، "يراد الفتى" فعل ونائب فاعل. "كي" جارة تعليلية بمنزلة اللام، و"ما" مصدرية؛ وهي وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بكي.

المعنى: إذا لم يكن في مقدورك أن تنفع من يستحق النفع والعون، فضر من يستحق الضرر والإيذاء؛ فإن الإنسان لا يقصد منه في الحياة غير هذين العملين.

الشاهد: دخول "كي" على "ما" المصدرية، وجرها المصدر المؤول.

(٣) أي "لكي" عن عمل الجر، كما تكف "رب" في "ربما".

(٤) أي ليكون المصدر المنسبك من "أن" المضمرة وصلتها في محل جر "بكي".

(٥) عجز بيت من الطويل، لجميل بن معمر العذري، وصدره:

فقالت أكل الناس أصبحت مانحا

اللغة والإعراب: مانحا: اسم فاعل من المنح؛ وهو الإعطاء. تغر: تخدع؛ يقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>