للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: "لعل" في لغة عقيل (١) قال:

لعل الله فضلكم علينا (٢)

ولهم في لامها الأولى: الإثبات، والحذف، وفي الثانية: الفتح، والكسر (٣).

والثالث: "كي"، وإنما تجر ثلاثة؛

أحدها: "ما" الاستفهامية (٤)؛ يقولون إذا سألوا عن علة الشيء: "كميه" (٥)، والأكثر أن يقولوا "لمه".

(١) قبيلة عربية، أبوها عقيل بن كعب ربيعة، من قيس عيلان بن مضر.

(٢) صدر بيت من الوافر، لم ينسب لقائل، وعجزه:

بشيء إن أمكم شريم

اللغة والإعراب: لعل: حرف جر شبيه بالزائد، ومعناه الترجي، قيل: وهو هنا بمعنى الإشفاق، ولا يتعلق بشيء. فضلكم: زادكم. شريم: هي المرأة المقضاة التي اختلط مسلكاها؛ ويقال فيها: شرماء وشروم. "لعل" حرف ترج وجر شبيه بالزائد. "الله" مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة؛ منع منها حرف الجر الشبيه بالزائد. "فضلكم" الجملة خبر. "إن أمكم شريم" الجملة من إن ومعموليها لا محل لها، وهي بمنزلة التعليل لما قبلها؛ إن قرئت بكسر إن، وبفتحها في تأول مصدر مجرور على أنه بدل من شيء.

المعنى: آمل في يكون الله فضلكم علينا وأكرمكم؛ لأن، أو يكون أمكم بهذه الحالة؛ قد اختلط قبلها بدبرها. وهذا -من الشاعر- تهكم واستهزاء.

الشاهد: استعمال "لعل" حرف جر على لغة عقيل، وقد جر بها لفظ الجلالة.

(٣) هذه اللغات ليست خاصة بـ"لعل" التي يجر الاسم بعدها -كما رآه بعضهم، بل جاءت في لغات العرب عامة.

(٤) أي التي يسأل بها عن سبب الشيء وعلته.

(٥) أصلها: كيما؟ أي "لما"، ومعروف أن "ما" الاستفهامية إذا جرت تحذف ألفها، ويحل محلها "هاء السكت" في الوقف؛ حفظا للفتحة الدالة على الألف، ويقال في إعرابها:

<<  <  ج: ص:  >  >>