والثاني عشر: التأكيد، وهي الزائدة (٣)؛ نحو: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾، ونحو: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾، ونحو: بحسبك درهم، ونحو: زيد ليس بقائم. ولـ"في" ستة معان:
الظرفية؛ حقيقة (٤) مكنية أو زمانية؛ نحو: ﴿فِي أَدْنَى الأَرْضِ﴾، ونحو: ﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾. أو مجازية (٥)؛ نحو: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ﴾.
الذي ذكره المصنف هو لرافع بن خديج الصحابي، وفي الحديث:"ما يسرني حمر النعم" أي بدلها.
(١) هي التي يصلح في موضعها "على"، وقد تقدم قريبا معنى الاستعلاء.
(٢) أي: أو التعليل. وهي التي يكون ما بعدها سببا أو علة فيما قبلها.
(٣) وتزاد في مواضع منها: زيادتها في فاعل "أفعل" في التعجب للتوكيد، وزيادتها فيه لازمة، وتغلب في فاعل "كفى"، وتزاد في المفعول نحو: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾. وزيادتها في غير ذلك مقيسة. وفي خبر "ليس" و"ما" وزيادتها فيهما لتأكيد النفي وفي المبتدأ مع لفظ حسب، وقد مثل الموضح لذلك، وتأتي الباء للقسم، وهذا من أكثر استعمالاتها وهي الأصلية فيه، وتستعمل في القسم الاستعطافي وهو الذي يكون جوابه جملة طلبية نحو: بالله هل زاركم محمد؟ أي أسألك بالله. وغير الاستعطافي، وهو المؤكد بجملة خبرية نحو: بالله لتسافرن. وللغاية بمعنى "إلى" نحو قوله تعالى: ﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ﴾؛ أي أحسن إلي.
(٤) وهي: ما كان للظرف احتواء وللمظروف تحيز، وذلك بأن يكون كل من الظرف والمظروف من الذوات، و"أدنى" و"بضع" قد اكتسبتا الظرفية من المضاف إليهما؛ فإن "أدنى" اسم تفضيل من الدنو، و"بضع" اسم لما بين الثلاث إلى التسع.
(٥) هي ما فقدت ركني الحقيقة؛ نحو: في عملك نفع، وقوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾، أو الاحتواء؛ نحو: محمد في سعة من الرزق، أو التحيز كمثال.