للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحو: أكلت السمكة حتى رأسها، ونحو: ﴿سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ (١).

وإنما يجر بـ"حتى" في الغالب: آخر، أو متصل بآخر كما مثلنا؛ فلا يقال: سهرت البارحة حتى نصفها (٢).

ومعنى "كي" التعليل (٣)، ومعنى "الواو، والتاء" (٤): القسم.

(١) " حتى" للانتهاء في الزمان، وفي المثال الأول لانتهاء الغاية في المكان.

(٢) لأن النصف ليس آخرا ولا متصلا به. والغالب أن يكون مجرور. "حتى" اسما ظاهرا، لا مضمرا.

هذا: وتأتي "إلى" للمصاحبة، نحو: من غش في المعاملة أساء قومه إلى نفسه؛ أي مع نفسه وللاختصاص؛ نحو: أمر الأمة إلى رئيسها، وأمر الأسرة إلى راعيها، والظرفية؛ نحو سيجمع الله الناس إلى يوم تشيب فيه الولدان؛ أي في يوم.

وتأتي "حتى" للتعليل والدلالة على أن ما قبلها علة وسبب لما بعدها بعكس اللام؛ فإن ما بعدها هو العلة لما قبلها، وفي هذه الحالة لا تجر إلا المصدر المنسبك من أن الناصبة وصلتها؛ نحو: أحسن عملك حتى تكافأ، وقد اقتصر الناظم على ما في قوله:

للانتها "حتى" و"لام" و"إلى" … و"من" و"باء" يفهمان بدلا

أي أن "حتى" تدل على انتهاء الغاية، وكذلك "اللام" و"إلى" و"من" والباء" يشتركان في معنى واحد؛ هو البدل وقد تقدم ذلك. هذا: وقد ذكر النحاة فروقا بين "حتى" و"إلى" تجر الظاهر والمضمر، و"حتى" لا تجر إلا الظاهر على الراجح، و"إلى" تدل على النهاية إذا وجدت قبلها "من" الدالة على البداية، ولا يصح مجيء "حتى".

(٣) تقدم الكلام عليها صفحة ٢٦٤.

(٤) حروف القسم أربعة: اللام والباء، وقد تقدم الكلام عليهما. انظر صفحة ٢٧٥، وصفحة ٢٧٩، أما الواو والتاء فيدلان على القسم غير الاستعطافي، ولا يصح أن يذكر معهما فعل القسم، ولا يجران إلا الاسم الظاهر، والتاء لا تجر من الأسماء الظاهرة إلا: "الله، رب، الرحمن"، ومن الشذوذ أن تجر غير هذه الثلاثة، انظر صفحة: ٢٦٩.


* "للانتها" متعلق بمحذوف خبر مقدم. "حتى" مبتدأ مؤخر مقصود لفظه. "ولام وإلى" معطوفان على حتى. "ومن" قصد لفظه مبتدأ، والواو للاستئناف. "وباء" معطوف على من. "يفهمان" فعل وفاعل، والجملة خبر المبتدأ. "بدلا" مفعول به ليفهمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>