للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقوله:

كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه (١)

وفي زيادة "ما" بعد "رب" و"الكاف" يقول الناظم:

وزيد بعد "رب" و"الكاف" فكف … وقد تليهما وجر لم يكف

أي زيد الحرف "ما" بعد "رب"، وبعد "الكاف" فكفهما عن العمل، وقد يلهما ولا يكفيهما، ومعنى "لم يكف: لم يمنع" وكذلك تزاد "ما" قليلا بعد اللام؛ كقول الأعشى:

إلى ملك خير أربابه … فإن لما كل شيء قرارا

أي فإن لكل شيء. وما ورد من دخول "ما" على هذه الحروف وكفها عن العمل، يؤول عند الجمهور على أن "ما" مصدرية، والفعل بعدها في تأويل مصدر مجرور بها. وتزاد "ما" أيضًا بعد أدوات الشرط الجازمة، وغير الجازمة؛ فلا تغير وضعها؛ نحو: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمُ الْمَوْتُ﴾، ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ﴾. والغرض من زيادتها في هذه الأحوال كلها التأكيد.

(١) عجز بيت من الطويل، لنهشل بن جرى، يرثي أخاه مالكا، وكان قد قتل في جيش علي يوم صفين، وصدره:

أخ ماجد لم يحزني يوم مشهد

اللغة والإعراب: ماجد: ذو مجد؛ والمجد: الرفعة والشرف والكرم. يحزني: يوقعني في الخزاية؛ وهي الإهانة والفضيحة؛ والمراد: يخذلني. يوم مشهد: اليوم الذي يشهده الناس ويحضرونه؛ والمراد يوم صفين، وهو الذي قتل فيه أخوه مالك. سيف عمرو؛ المراد: عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وسيفه: الصمصامة. مضاربة: جمع مضرب؛ وهو نحو شبر من طرفه. "أخ" مبتدأ. "ماجد" صفته. "لم يخزني" الجملة خبر. ويجوز أن يعرب. "أخ" خبرا لمبتدأ محذوف، وما بعده صفة. "يوم مشهد" ظرف متعلق بيخزني، ومضاف إليه. "كما" الكاف جارة، و"ما" كافة. "سيفا عمرو" مبتدأ، ومضاف إليه. "لم تخنه مضاربه" الجملة خبر المبتدأ.


* "وزيد" ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود على "ما" في البيت السابق. "والكاف" معطوف على "رب". "فكف" الفاء عاطفة، وفاعل كف يعود على "ما"، ومفعوله محذوف؛ أي فكف جرهما. "تليهما" فاعل تلى يعود على "ما"، وضمير التثنية مفعول به يعود على رب والكاف، و"جر" الواو للحال، و"جر" مبتدأ، "لم يكف" يكف مضارع مبني للمجهول؛ ومجزوم بلم؛ ونائب الفاعل يعود إلى. "جر" والجملةخبر المبتدأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>