للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وندر دخولها على الجملة الاسمية كقوله:

ربما الجامل المؤيل فيهم (١)

حتى قال الفارسي: يجب أن تقدر "ما" اسما مجرورًا برب بمعنى شيء (٢)، والجامل خبرا لضمير محذوف، والجملة صفة لما (٣)؛ أي رب شيء هو الجامل المؤبل.

فصل: تحذف "رب"، ويبقى عملها بعد الفاء كثيرًا؛ كقوله:

على طريق المجاز:

(١) صدر بيت من الخفيف، لأبي دؤاد الإيادي، وعجزه:

وعناجيج بينهن المهار

اللغة والإعراب: الجامل: اسم جمع للإبل لا واحد له، وقيل: القطيع من الإبل مع رعاتها. المؤبل: المعد للقنية. عناجيج: جمع عنجوج؛ كعصفور؛ وهي الخيل الجياد الطويلة الأعناق، المهار: جمع مهر، وهو ولد الفرس، والأنثى مهرة. "ربما": "رب" حرف تقليل وجر شبيه بالزائد، و"ما" كافة زائدة "الجامل" مبتدأ "المؤبل" صفته "فيهم" جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، "وعناجيج" مبتدأ معكوف على الجامل، وخبره محذوف يدل عليه ما قبله. "بينهن المهار" خبر مقدم، ومبتدأ مؤخر، والجملة صفة لعناجيج.

المعنى: يصف نفسه بالكرم والجود، وأنه لا يبخل على من يتصل به بأحسن ما عنده؛ من الإبل المتخذة للقنية، والخيل الجياد التي معها أولادها.

الشاهد: دخول "رب" المكفوفة بما على الجملة الاسمية، وذلك نادر.

(٢) وذلك ليكون الاسم المجرور بها نكرة.

(٣) و"فيهم" جار ومجرور متعلق بمحذوف حال؛ أي كائنا فيهم؛ وبذلك يكون مدخول رب مفردا، وإنما قدر الفارسي ضميرا محذوفا، ولم يجعل الجملة على حالها صفة لما ليحصل الربط بين الصفة والموصوف، وفي هذه الحالة تكتب "ما" مفصولة من "رب" بخلاف "ما" الكافة؛ فإنها تكتب موصولة.

<<  <  ج: ص:  >  >>