للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكقولهم: إن في الدار زيدا والحجرة عمرا (١)؛ أي: وفي الحجرة، خلافا للأخفش؛ إذ قدر العطف على معمولي عاملين (٢).

وقولهم: مررت برجل صالح إلا صالح فطالح (٣)؛ حكاه يونس، وتقديره: إلا أمر بصالح، فقد مررت بطالح (٤).

(١) هذا هو الموضع الثاني؛ وهو: أن يكون حرف الجر مع مجروره بعد عاطف، والمعطوف عليه مشتمل على حرف جر مماثل للمحذوف؛ "فالحجرة" مجرورة بفي محذوفة، وليست معطوفة على الدار؛ لئل يلزم العطف على معمولي عاملين مختلفين، وذلك ممنوع عند سيبويه، ومن تبعه؛ وذلك لضعف العاطف عن القيام مقام عاملين مختلفين.

(٢) فجعل "الحجرة" معطوفة على الدار، وعمرًا معطوفا على "زيدا"، والدار وزيد، معمولان لعاملين مختلفين؛ لأن العامل في الدار حرف الجر، والعامل في "زيدا" إن.

(٣) هذا هو الموضع الثالث؛ وهو: أن يكون حرف الجر مسبوقا بفاء الجزاء، الواقعة بعد ما تضمن مثل المحذوف.

(٤) هذا تقرير ابن مالك. وقدره سيبويه: إلا أكن مررت بصالح فبطالح؛ قيل: هو الصواب؛ لئلا ينتقض إخبارك أولا بالمرور فيما مضي؛ لأن: إلا أمر معناه في المستقبل، ويمكن حمل تقدير ابن مالك عليه؛ بأن يجعل معنى إلا أمر: إن لا أكن مررت. وفيما سبق؛ من حذف الجار وإبقاء عمله؛ تشبيها برب. يقول الناظم:

وقد يجر بسوى "رب" لدى … حذف وبعضه يرى مطردا

أي وقد يجر الاسم بحروف غير "رب" مع حذفها، وبعض حالات الحذف والجر قد يكون قياسيا مطردا، وبعضه سماعي لا يقاس عليه.

ومما يطرد فيه الحذف غير ما ذكره المصنف:

أ- أن يكون حرف الجر "لام التعليل" إذا جرت "كي" المصدرية وصلتها؛ نحو: كافأتك


* "قد" حرف للتقليل. "بسوى" جار ومجرور؛ واقع موقع نائب فاعل يجر. "رب" مضاف إليه مقصود لفظه.
"لدى" ظرف متعلق بيجر. "حذف" مضاف إليه. "وبعضه" مبتدأ، ومضاف إليه "يرى". مطردا نائب فاعل يرى، العائد على بعضه، هو المفعول الأول، و"مطردا" المفعول الثاني، والجملة خبر المبتدأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>