للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودون هذه: أن تلزمه الواو وفتح النون (١). وبعضهم يجري "بنين" وباب "سنين" مجرى غسلين (٢)؛ قال:

وكان لنا أبو حسن علي … أبا برا ونحن له بنين (٣)

(١) ويعرب بحركات مقدرة على الواو للثقل في الأحوال الثلاثة، كما تقدر على الألف في المثنى، وتكسر نونه عند من يلزمه الألف. ويلزم على هذه اللغة تقدير الإعراب في وسط الكلمة، ووجود أسماء آخرها واو قبلها ضمة، وتقدر عليها حركات الإعراب، وهذا ما لا نظير له في اللغة العربية.

(٢) أي: في لزوم الياء، والإعراب بحركات ظاهرة على النون، منونة غالبًا، وغير منونة على لغة البعض، ولا تسقط هذه النون عند الإضافة.

(٣) بيت من الوافر، ينسب لأحد شيعة سيدنا علي، وقيل هو لسعيد بن قيس يخاطب معاوية بن أبي سفيان.

اللغة والإعراب: أبو حسن: كنية سيدنا علي، كني بابنه الحسن من السيدة فاطمة بنت الرسول. برا: محسنًا عطوفًا. "لنا" نعت لأبا، وقد تقدم عليه فيعرب حالًا منه. "أبو" اسم كان مرفوع بالواو؛ لأنه من الأسماء الستة. "حسن" مضاف إليه. "علي" بدل أو عطف بيان لأبو حسن. "أبا" خبر كان. "ونحن" الواو للحال. "نحن" ضمير منفصل مبتدأ. "له" جار ومجرور حال من بنين. "بنين" خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.

المعنى: يقول: إن عليا -كرم الله وجهه- كان يرا بنا، محسنًا إلينا، يعاملنا كما يعامل الآباء البررة الرحماء أبناءهم، وكنا نقوم له بواجب البنوة، من البر والطاعة. وفي هذا تنديد بمعاوية، وإنهم لا يزالون على ولائهم لعلي.

الشاهد: في "بنين" فقد جاءت بالياء مع أنها في موضع رفع، وجعل الرفع بحركات ظاهرة على النون على لغة بعض العرب. وإن كم تكن علما، كما يقال في "غسلين" و"يقطين" ونحوهما؛ من كل اسم مفرد آخره نون قبلها ياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>