للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال:

دعاني من نجد فإن سنينه (١)

وبعضهم يطرد هذه اللغة في جمع المذكر السالم، وكل ما حمل عليه (٢).

ويخرج عليها قوله:

لا يزالون ضاربين القباب (٣)

(١) هذا صدر بيت من الطويل للصمة بن عبد الله الطفيل، من شعراء الدولة الأموية. وتمامه:

لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا

اللغة والإعراب: دعاني اتركاني، وهو من خطاب الواحد بلفظ الاثنين؛ تعظيما على عادة العرب، أو خطاب لاثنين حقيقة. نجد: أحد أقسام بلاد العرب من جهة العراق. سنينه: جمع سنة وهي العام. والمراد هنا: العام المجدب. شيبا: جمع أشيب، وهو من ابيض شعر رأسه. مردا: جمع أمرد، وهو الذي لم ينبت الشعر في وجهه. "دعاني" فعل أمر مبني على حذف النون والألف فاعل، والنون للوقاية والياء مفعول "سنينه" اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة، والهاء مضاف إليه. "لعين" الجملة خبر إن "شيبا" حال من نا في "بنا". "مردا" حال من نا في "شيبننا".

المعنى: اتركا يا صاحبي ذكرى نجد، فإن أعوام الجدب والقحط التي مرت بنا فيها، وما لقيناه من الجهد والعنت، هزنا وأزعجنا، وجعلنا أضحوكة ونحن شيوخ وشيبتنا أهوالها ونحن في زمن الشباب.

الشاهد: في "سنينه" حيث نصب بالفتحة الظاهرة على النون، وجعلت كأنها من أصل الكلمة مثل "حين" و"غسلين"؛ ولهذا لم تحذف للإضافة، وفي الحديث: "اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف" في رواية تنوين "سنينا" والإتيان بالنون من غير تنوين في "سنين" للإضافة.

(٢) وهذا ما يشير إليه ابن مالك بقوله: وهو عند قوم يطرد.

(٣) عجز بيت من الخفيف لم يعلم قائله. وصدره: =

<<  <  ج: ص:  >  >>