ومن غير الغالب قولهم:"ابدأ بذا من أول" بالخفض من غير تنوين (١)، وقراءة بعضهم: ﴿فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾؛ أي: فلا خوف شيء عليهم (٢).
(١) أي على نية لفظ المضاف إليه، والتقدير: من أول الأمر. حكى ذلك أبو علي الفارسي.
(٢)"خوف" بالضم بلا تنوين على أن "لا" مهملة، أو عاملة عمل ليس، وبالفتح على أن "لا" عاملة عمل إن؛ فإن قدرت الفتحة إعرابا ففيه الشاهد. وإن قدرت بناء فلا. وقد يحذف المضاف إليه ويبقى المضاف على حاله؛ إذا كان معطوفا على مضاف إلى مثل المحذوف، عكس الصورة المذكورة، ومنه الحديث: عن أبي برزة الأسلمي، غزونا مع رسول الله ﷺ سبع غزوات أو ثماني، بفتح الياء بلا تنوين؛ أي ثماني غزوات. ويقتصر في هذا على المسموع.
وقد أشار ابن مالك إلى حذف المضاف إليه بقوله:
ويحذف الثاني فيبقى الأول … كحالة إذا به يتصل
بشرط عطف وإضافة إلى … مثل الذي له أضفت الأولا
أي يحذف الثاني، وهو المضاف إليه، فيبقى الأول -وهو المضاف- على حاله الأول، حيث اتصاله بالمضاف إليه لا يتأثر بالحذف، وذلك بشرط أن يعطف على هذا المضاف مضاف إلى لفظ مثل الذي أضيف إليه المضاف الأول.