ويكثر أن يضاف المصدر إلى فاعله، ثم يأتي مفعوله (١)؛ نحو: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ﴾ [الحج: ٤٠]، ويقل عكسه كقوله:
قرع القواقيز أفواه الأباريق (٢)
إن كان فعل مع "أن" أو "ما" … يحل محله ولاسم مصدر عمل*
أي ألحق المصدر بفعله في العمل، فاجعله مثله في التعدي واللزوم وغيرهما؛ سواء كان مضافًا، أو مبدوءًا بأل، أو مجرد من أل والإضافة؛ وهو المنون؛ وإنما يعمل بشرط أن يصح إحلال فعل مسبوق بـ"أن" أو "ما" المصدريتين محله، وإلا فلا يعمل، واسم المصدر قد يعمل أحيانًا عمل الفعل كما بين المصنف.
(١) - أي إن وجد له مفعول، ويكون الفاعل مجرورا في اللفظ، مرفوعا في المحل.
(٢) - عجز بيت من البسيط، للمغيرة بن عبد الله المعروف بالأقيشر الأسدي، وصدره:
أفنى تلادي وما جمعت من نشب
اللغة والإعراب: - التلاد: المال القديم، كالتالد والتليد، وضده: الطريف. النشب: المال الثابت الذي لا يستطاع نقله؛ كالدور ولاضياع. القواقيز: جمع قاقوزة، وهي القد الذي يشرب فيه الخمر، والقرع: ضرب شيء صلب بمثله؟ "تلادي" تلاد مفعول به لأفنى، والياء مضاف إليه. و"ما" الواو عاطفة، و"ما" اسم موصول معطوف على تلادي، "جمعت" الجملة صلة ما "قرع" فاعل أفنى، وهو مصدر مضاف إلى القواقيز، مفعوله. "أفواه الأباريق" أفواه فاعل بالمصدر، والأباريق مضاف إليه.
المعنى: - إن معاقرتي للخمر ومعاشرة إخوان السوء، ذهب بجميع أموالي التي ورثتها عن آبائي، وما جمعته بجهدي وعملي، سواء في ذلك المنقول منها والثابت.
الشاهد: - إضافة المصدر؛ "وهو قرع"، إلى مفعوله؛ وهو "القوقيز"، ثم الإتيان.
* بفعله: بفعل متعلق بألحق، والهاء مضاف إليه. "المصدر" مفعول مقدم لألحق. "مضافا" حال من المصدر، وكذلك ما عطف عليه. فعل "اسم كان" مع "ظرف معلق بمحذوف، نعت لفعل. "أن" مضاف إليه مقصود لفظه. "أو ما" معطوف على أن "يحل" فعل مضارع، وفاعله يعود إلى فعل، والجملة خبر كان: "محله" محل ظرف مكان منصوب، والهاء مضاف إليه. "ولاسم" جار ومجرور خبر مقدم. "مضاف إليه" عمل "مبتدأ مؤخر، وسكن للشعر.