وينفرد اسم المفعول (١) عن اسم الفاعل (٢) بجواز إضافته إلى ما هو مرفوع به في المعنى (٣)؛ وذلك بعد تحويل الإسناد عنه (٤) إلى ضمير راجع للموصوف (٥)، ونصب الاسم على التشبيه (٦)؛ تقول:. . . . . . . . . . .
بقوله: الذي يعطى أو أعطى، إلى أنه يحتمل الأزمنة الثلاثة، وإلى حكم اسم المفعول، أشار الناظم بقوله:
سوكل ما قرر لاسم فاعل … يعطى اسم مفعول بلا تفاضل*
أي كل ما تقرر لاسم الفاعل من العمل والشروط -مما ذكره المصنف- يثبت لاسم المفعول بلا زيادة على شيء من الشروط.
(١) - أي القاصر المصوغ من المتعدي لواحد إذا أريد به معنى الثبوت والاستمرار، لا اسم المفعول المراد به الحدوث.
(٢) - أي المتعدي لأكثر من واحد، وأريد به الحدوث، والذي أجمع النحاة على امتناع إضافته لمرفوعه. أما اسم الفاعل اللازم إذا أريد به الدوام؛ كضامر البطن، وعالي القامة، فيجوز إضافته إلى مرفوعه؛ كاسم المفعول.
(٣) - وذلك إجراء له مجرى الفة المشبهة، في جواز الإضافة إلى المرفوع، ويبقى على وزنه الأصلي؛ وهو زنة "مفعول" من الثلاثي، وزنة مضارعة المبني للمجهول من غير الثلاثي، مع إبدال أوله ميمًا مضمومة كما سيأتي.
(٤) - أي عن المرفوع.
(٥) - أي باسم المفعول، فيجعل نائب الفاعل ضمير الموصوف؛ لأنه لو أضيف إليه من غير تحويل، لزم إضافة الشيء إلى نفسه؛ لأن الوصف عين مرفوعه في المعنى، ولا يصح حذفه؛ لعم الاستغناء عنه.
(٦) - أي نصب الاسم المرفوع به على التشبيه بالمفعول به؛ لأن بعد تحويل الإسناد عنه إلى ضمير الموصوف، أشبه الفضلة؛ لاستغناء الوصف عنه بالضمير. ثم يجر بعد ذلك.
* "وكل" مبتدأ. "ما" اسم موصول مضاف إليه. "قرر" فعل ماض للمجهول والجملة صلة ما. "يعطى" مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل مستتر هو المفعول الأول. "اسم" مفعول ثان ليعطى. "مفعول" مضاف إليه، والجملة خبر المبتدأ. "بلا" متعلق بيعطى، و"لا" اسم بمعنى غير مضافة إلى ما بعدها.