الورع محمود مقاصده (١)، ثم تقول: الورع محمود المقاصد، بالنصب (٢)، ثم تقول: الورع محمود المقاصد، بالجر (٣).
بالإضافة فراراً من قبح إجراء وصف المتعدي لواحد مجرى وصف المتعدي لاثنين؛ فالجر فرع النصب، وهذا فرع الرفع.
(١) - "مقاصده" مقاصد نائب فاعل "محمودة"، والهاء مضاف إليه.
(٢) - وذلك بعد تحويل الإسناد عن المرفوع إلى ضمير الموصوف؛ فنائب الفاعل ضمير مستتر يعود على الورع، وينصب المرفوع -وهو المقاصد- على التشبيه بالمفعول به.
(٣) - أي بجر المقاصد بالإضافة. وفي إضافة اسم المفعول لمرفوعه، يشير الناظم بقوله:
وقد يضاف ذا إلى اسم مرتفع … معنى كـ"محمود المقاصد الورع"*
هذا: وقد وردت صيغ سماعية بمعنى اسم المفعول المصوغ من مصدر الثلاثي، في الدلالة على الذات والمعنى، ولكنها ليست على زنته.
ومن ذلك:"فعيل" بمعنى مفعول، نحو كحيل بمعنى مكحول، و"فعل"؛ "كذبح" بمعنى مذبوح، "وفعل" كنقص بمعنى مقنوص، و"فعلة" كمضغة بمعنى ممضوغة، وغرفة بمعنى مغروفة، وأكلة بمعنى مأكولة يقتصر في ذلك على المسموع.
ومن الخير والتسامح أن تعمل عمل اسم مفعول بشروطه، فترفع نائب فاعل حتما. وقد تنصب مفعولا به أو أكثر، إن كان فعلها المبني للمجهول كذلك.
تنبيه:
ذكر في الأشموني: أن جواز إلحاق اسم المفعول بالصفة المشبهة، وقياسه عليها في جواز إضافته إلى المرفوع؛ إنما يكون إذا كان على وزنه الاصلي، وهو: وزن "مفعول" من الثلاثي، ووزن المضارع المبني للمجهول من غيره؛ فإن حول عن ذلك إلى "فعيل" ونحوه -مما سيأتي بيانه- لم يجز؛ لكراهة كثرة التغيرات؛ فلا يقال: مررت برجل كحيل عينه، ولا قتيل أبيه، ويجوز: مكحول عينه ومقتول أبيه.
* "ذا" اسم إشارة إلى اسم المفعول، وهو نائب فاعل "يضاف"إلى اسم "جار ومجرور، متعلق بـ "يضاف". "مرتفع" نعت لاسم. "معنى" تمييز، أو منصوب على نزع الخافض. "كمحمود" الكاف اسم بمعنى مثل، خبر لمبتدأ محذوف؛ أي وذلك مثل، "محمود" خبر مقدم. "المقاصد" مضاف إليه، من إضافته اسم المفعول لمرفوعه في المعنى. "الورع" مبتدأ مؤخر.