تنبيه: جمع هذه الصفات صفات مشبهة (١)؛ إلا "فاعلاً"؛ كضارب، وقائم؛ فإنه اسم فاعل، إلا إذا أضيف إلى مرفوعه (٢)، وذلك فيما دل على الثبوت؛ كطاهر القلب، وشاحط الدار، أي بعيدها، فصفة مشبهة أيضاً (٣).
والبعض أقل، وهي موزعة بين البابين كما سيأتي؛ منهما ما هو خاص بباب كرم؛ وهو:"فعل، وفعل، وفعال". أما: أفعل، وفعلان، فيختصان بباب فرح، ويشترك بين البابين:"فعل، وفعل، وفعيل، وفعل". وإلى ما تقدم يشير الناظم بقوله:
و"فعل" أولى و"فعيل" بفعل … كالضخم والجميل والفعل جمل
وأفعل فيه قليلٌ و"فعل" … وبسوى الفاعل قد يغنى "فعل"*
أي أن الماضي إذا كان على وزن "فعل" بضم العين، فالأولى أن يكون وزن اسم فاعله "فعل" أو "فعيل"، مثل: ضخم، وجميل، من ضخم، وجمل، ومجيء اسم الفاعل منه على وزن "أفعل" أو "فعل"، قليل. وقد يستغنى عن صيغة "فاعل" من مصدر "فعل" بغيرها؛ نحو: شاب فهو أشيب. وشاخ فهو شيخ … إلخ. كما ذكر المصنف.
(١) - أي إذا قصد بها الدلالة على الثبوت والاستمرار، وإن لم تضف لمرفوعها ولم تنصبه؛ فإن قصد بها الحدوث والتجدد كانت أسماء فاعلين، وهل يجب حينئذ أن تحول إلى صيغة "فاعل"؛ فتقول: ضائق، وسائد، وفارح، في ضيق، وسيد، وفرح؟ أم يجوز بقاء زنتها مع هذا القصد؟ لعل الأقرب إلى الصواب: أنه لا يجب التحويل إلا إذا قصد التنصص على إرادة الحدوث. ولا يختص وزن "فاعل" بجواز قصد الثبوت والاستمرار؛ بل يجري ذلك في أسماء الفاعلين من غير الثلاثي. وقد مثل المصنف للصفة المشبهة بمستقيم الرأي، ومعتدل القامة، وهذا يدل على أنه زنة اسم الفاعل من غير الثلاثي، تكون أحياناً صفة مشبهة.
(٢) - أي في المعنى، وكذلك إذا نصبه.
(٣) - يتبين من هذا: أن موازن "فاعل" لا يكون صفة مشبهة، إلا إذا قصد به الدوام والاستمرار
* "وفعل أولى" مبتدأ وخبر. و"فعيل" معطوف على فعل "بفعل" متعلق بأولى. "والفعل جمل" مبتدأ وخبر، وهذه الجملة لبيان الواقع لا للاحتراز. "وأفعل" مبتدأ. "فيه" متعلق بقليل الواقع خبر للمبتدأ "وفعل" معطوف على أفعل. "وبسوى الفاعل" جار ومجرور متعلق بيغني، ومضاف إليه. "فعل" فاعل يغني. ومعنى يغني: يستغني.