ويأتي وصف الفاعل من غير الثلاثي المجرد، بلفظ مضارعه (١)؛ بشرط الإتيان بميم مضمومة، مكان حرف المضارعة، وكسر ما قبل الآخر (٢) مطلقا؛ سواء كان مكسوراً في المضارع؛ كمنطلق ومستخرج، أو مفتوحاً؛ كمتعلم ومتدحرج.
وأضيف إلى مرفوعه أو نصبه. وكذلك اسم الفاعل من غير الثلاثي كما أسلفنا، وكما سيمثل به المصنف في باب الصفة المشبهة من قوله: مستقيم الرأي، ومعتدل القائمة، مما يدل صراحة على أن الوصف من غير الثلاثي يكون صفة مشبهة.
(١) - وشذ من ذلك ألفاظ؛ منها: أمحل البلد، إذا قحط، فهو ماحل، وأعشب المكان، إذا كثر عشبه، فهو عاشب، وأيفع الغلامن إذا شب، فهو يافع، وأورس النبت والشجر، إذا اصفر لونه فهو وارس. واحصرت الناقة، إذا ضاق مجرى لبنها، فهي حصور. وأعقت الفرس، إذا حملت فهي عقوق، وألقحت الريح، فهي لاقحة، قال تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِح﴾ الآية: ٢٢ من سورة الحجر. قيل: إنه سمع، يفع، وورس، فيكون يافع ووارس حينئذ؛ مما استغنى فيه باسم الفاعل الثلاثي عن اسم فاعل غيره. وجاء "مورس" قليلاً.
(٢) - أي: ولو تقديراً؛ كمختار ومعتل، اسمي فاعل، من اختار واعتل؛ فإن الكسر مقدر فيهما، وشذ فتح ما قبل الآخر في: مسهب، من أسهب إذا تكلم كثيراً، ومحصن، من أحصن إذا تزوج. وملقح من ألقح الفحل الناقة.
وفي بناء اسم الفاعل من غير الثلاثي يقول الناظم:
وزنة المضارع اسم فاعل … من غير ذي الثلاث كالمواصل
مع كسر متلو الأخير مطلقا … وضم ميم زائد قد سبقا*
أي أن زنة اسم الفاعل من مصدر الفعل غير الثلاثي، هي زنة مضارعه، مع كسر الحرف الذي قبل الآخر في المضارع، وضم الميم الزائدة التي يؤتي بها في أول المضارع بدل حرف المضارعة؛ نحو: المواصل من أوصل الرباعي.
* "وزنة المضارع" زنة خبر مقدم، والمضارع مضاف إليه. "اسم فاعل" مبتدأ مؤخر ومضاف إليه. "من غير" متعلق بزنة. "ذي الثلاث" مضاف إليه، "كالمواصل" خبر لمبتدأ محذوف. مع "ظرف متعلق بمحذوف حال من كلمة المضارع، وما بعده مضاف إليه. "مطلقا" حال من كسر. "وضم ميم" ضم معطوف على كسر، وميم مضاف إليه. "زائدا" نعت لميم "قد سبقا" الجملة في محل جر نعت ثان لميم، والألف في سبقا للإطلاق.