للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه، ونقي الثغر، وظاهر العرض فخرج نحو: زيد ضارب أبوه (١)؛ فإن إضافة الوصف فيه إلى الفاعل ممتنعة (٢)؛ لئلا توهم الإضافة إلى المفعول (٣)، ونحو: زيد كاتب أبوه (٤)؛ فإن إضافة الوصف فيه، وإن كانت لا تمتنع (٥)؛ لعدم اللبس (٦)، لكنها لا تسحن؛ لأن الصفة لا تضاف لمرفوعها، حتى يقدر تحويل إسنادها عنه إلى ضمير موصوفها؛ بدليلين:

أحدهما: أنه لو لم يقدر كذلك، لزم إضافة الشيء إلى نفسه (٧).

والثاني: أنهم يؤنثون الصفة في نحو: هند حسنة الوجه (٨)؛. . . . . . . . . . .

سيأتي. وفي تعريف الصفة المشبهة، يقول ابن مالك:

صفة استحسن جر فاعل … معنى بها المشبهة اسم الفاعل*

أي أن الصفة التي يتحسن أن يجر بها فاعلها في المعنى هي: "الصفة المشبهة باسم الفاعل"، وهي تجره بالإضافة، والمضاف إليه هو فاعلها المعنوي.

(١) - مثال لاسم الفاعل المتعدي، الواقع على الذوات.

(٢) - أي وإن قصد به الثبوت والدوام كما بينه المصنف. وأجازهما بعض النحاة إذا قصد الثبوت، وأمن اللبس عند الإضافة للمفعول. وآخرون أجازوا إذا قصد الثبوت، ويحذف المفعول اقتصاراً، ويكون من باب الصفة المشبهة.

(٣) - أي على أن الأصل: زيد ضارب أباه.

(٤) - مثال لاسم الفاعل القاصر؛ أي الذي لا يقع على الذوات.

(٥) - وذلك إذا قصد به الدوام والثبوت؛ لأنه حينئذ يكون صفة مشبهة. أما إذا قصد به الحدوث والتتجدد، فإن إضافته ممتنعة.

(٦) - أي عند الإضافة إلى المفعول؛ لأن الكتابة لا تقع على الذوات.

(٧) - لأن الصفة نفس مرفوعها في المعنى، واللازم باطل، فالملزوم مثله.

(٨) - فلو لم تكن الصفة مسندة إلى ضمير الموصوف؛ وهو هند، لذكرت كما تذكر مع


* "صفة" خبر مقدم. "استحسن جر فاعل" الجملة من الفاعل ونائب الفاعل والمضاف إليه، نعت لصفة. "معنى" تمييز أو منصوب على نزع الخافض. "بها" متعلق بجر. "المشبهة" مبتدأ مؤخر. وفيها ضمير مستتر فاعل بها؛ لأنها اسم فاعل. "اسم فاعل" مفعول به بالمشبهة، والفاعل مضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>