للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يحذف الضمير الثاني (١)، وتدخل "من"، إما على الاسم الظاهر (٢)، أو على محله (٣)، أو على ذي المحل (٤)؛ فتقول: من كحل عن زيدا، أو من عين زيد، أو من زيد، فتحذف مضافًا (٥) أو مضافين (٦). وقد لا يؤتي بعد المرفوع بشيء (٧)؛ فتقول: ما رأيت كعين زيد أحسن فيها الكحل (٨)، وقالوا: ما أحد احسن به الجميل من زيد (٩). والأصل: ما أحد أحسن به الجميل من حسن (١٠) الجميل يزيد، ثم إنهم أضافوا الجميل" إلى زيد لملابسته إياه (١١)، ثم حذفوا المضاف (١٢)، ومثله في المعنى:. . . . . . . . . . .

وتقول: ما رأيت رجلا أكمل الإشراق منه في وجه المؤمن؛ والتقدير: أكمل الإشراق في وجه … إلخ.

(١) أي العائد على فاعل اسم التفضيل الظاهر.

(٢) وهو "الكحل" في مثالنا.

(٣) أي المحل والمكان الذي يقوم به الفاعل ويحل فيه، وهو "العين" في المثال.

(٤) أي صاحب ذلك المحل الذي يحل فيه الفاعل، وهو في المثال "زيد".

(٥) أي إذا أدخلت "من" على المحل؛ وهو "العين".

(٦) وذلك إذا أدخلت "من" على صاحب المحل؛ وهو "زيد" وقد يحذف الضمير الأول للعلم به؛ تقول: ما رأيت رجلا أحسن الكل منه في عين زيد.

(٧) فيحذف الضميران معاً، وذلك إذا تقدم محل المفضل نفسه على "أفعل" التفضيل، فيستغني "أفعل" بفاعله عما يكون بعده، وذلك كمثال المصنف، وكقولهم: ما شيء كالغزال أحسن به الحور.

(٨) فتحذف ضمير "الكحل" ومحله، وصاحب محله؛ اختصارا.

(٩) فأدخلوا "من" في اللفظ على غير المفضل عليه، وهو ملابسه، لا محله حقيقة.

(١٠) الأولى: إسقاط "حسن"؛ لأن المفاضلة بين الجميل ونفسه باعتبارين، لا بينه بأحد، وحسنه بزيد. ويظهر أن الذي دعى المصنف إلى تقدير "حسن" ليتعلق به المجرور وهو "بزيد"، ويمكن عند الحذف أن يكون "بزيد" حالا من مجرور "من".

(١١) - أي في المعنى؛ فصار التقدير: من جميل زيد.

(١٢) - أي: وهو "جميل"، وأقاموا المضاف إليه مقامه؛ وهو "زيد".

<<  <  ج: ص:  >  >>