للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستترب، وافقه فيها (١)، كجائتني امراة كريمة، ورجلان كريمان، ورجال كرام. وكذلك جاءتني امرأة كريمة الأب، أو كريمة أبا (٢)، وجاءني رلجان كريما الأب، أو كريمان أبا، وجاءني رجال كرام الأب، أو كرام أبًا، لأن الوصف في ذلك كله رافع ضمير الموصوف المستتر (٣).

وإن رفع الظاهر أو الضمير البارز، أعطي حكم الفعل (٤)، ولم يعتبر حال الموصوف؛

(١) وهذا هو النعت الحقيقي، وحينئذ تكمل له الموافقة لمتبوععه في أربعة أشياء من عشرة؛ هي: حركات الإعراب، والتعريف والتنكير، والإفراد وفروعه، والتذكير والتأنيث.

(٢) الوصف في هذا المثال وما بعده، يسمى بالوصف المجازي، وهو الذي يجري على غير من هو له؛ وذلك بأن يحول الإسناد عن الظاهر إلى ضمير الموصوف، ويجر الظاهر بالإضافة إن كان معرفة، وينصب على التمييز إن كان، كما في الأمثلة.

(٣) أي: أصالة أو تحويلا، ولم يرفع السببي.

هذا: وهنالك أشياء لا تلزم فليها المطابقة المتقدمة غير ما أسلفنا؛ منها:

الألفاظ التي تلزم صيغة واحدة في التذكير والتأنيث؛ كـ"فعول" بمعنى فاعل، و"فعيل" بمعنى مفعول؛ مثل صبور، وجريح، ومنها "أفعل" التفضيل إذا كان مجردا من أل، أو مضافا لنكرة؛ فإنه يلزم والإفراد والتذكير، ولا يطابق المنعوت في التأنيث والتثنية والجمع.

ومن ذلك: صفة جمع مذكر ما لا يعقل؛ فإنه يجوز معاملتها معاملة المفرد المؤنث أو الجمع؛ نحو: أياما معدودة ومعدودات، ومنها، أن يكون المنعوت تمييزا مفردا للأعداد المركبة، أو المعطوفة، أو العقود؛ فإنه يجوز في النعت: الإفراد مراعاة للفظ المنعوت، والجمع مراعاة للمعنى؛ تقول: خمسة عشر طالباً ذكيا أو أذكياء، وعشرو رجلا أدبياً أو أدباء، وخمسة وثلاثون عالما كذلك .. وهكذا.

ومنها بعض الفاظ مسموعة من غير مطابقة في الجمع مثل: "ثوب أخلاق" جمع خلق؛ وهو البالي، و"بُرْمَةٌ أعشار"؛ البرمة: قدر من حجارة، ﴿نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ﴾ جمع مشيج، أي مختلط.

(٤) أي الذي يقع في موقع النعت، فيجب تجريده من علامة التثنية والجمع على اللغة الفصحى، ويراعي حالة مرفوعه في التذكير والتأنيث، سواء أكان المنعوت كذلك أم لا، وهذا هو

<<  <  ج: ص:  >  >>