للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقول: مررت برجل قائمة أمه، وبامرأة قائم أبوها، كما تقول: قامت أمه، وقام أبوها، ومررت برجلين قائم أبواهما، كما تقول: قام أبواهما، ومن قال: قاما أبواهما (١)، قال: قائمين أبواهما (٢). وتقول: مررت برجال قائم آباؤهم، كما تقول: قام آباؤهم، ومن قال: قاموا آباؤهم قال: قائمين آباؤهم (٣).

وجمع التكسير أفصح من الإفراد (٤)؛ كقيام آباؤهم.

النعت السببي، ويجب أن يشتمل الاسم الظاهر على ضمير يعود على المنعوت مباشرة، ويربط بينه وبين هذا الاسم الظاهر الذي ينصب عليه معنى النعت. ويطابق النعت السببي منعوته حتما في اثنين من خمسة هما: حركات الإعراب، والتعريف، والتنكير، كما قدمنا.

(١) أي: بإلحاق علامة التثنية بالفعل المسند إلى المثنى الظاهر، وهي لغة "طيء" وأزد شنوءة.

(٢) أي بتثنية الوصف الرافع للسببي.

(٣) أي: بإلحاق علامة الجمع في الفعل والوصف؛ وهي لغة "أكلوني البراغيث".

(٤) أعلم أنه يجوز في الوصف المسند إلى السببي المجموع جمع تكسير: الإفراد، والتكسير؛ أي المطابقة وعدمها، والتكسير أفصح عند سيبويه. ويتعين الإفراد -أي عدم المطابقة- في السببي المثنى، والإفرد أفصح حين يكون السببي جمع مؤنث سالما، أو جمع مذكر سالما، وإلى ما تقدم يشير الناظم بقوله:

وهو لدى التوحيد والتذكير أو … سواهما كالفعل فاقف ما قفوا*

أن حكم النعت عند التوحيد -أي الإفراد- وعند التذكير، وسواهما من فروعهما، هو حكم الفعل، فاتبع في ذلك ما اتبعه العرب في أمر الفعل، وطبقه على النعت.

فائدة:

قال الصبان نقلا عن المغني: يجوز مررت برجل قائم أبواه لا قاعدين، ون لزم استتار الضمير في قاعدين مع جريان الصفة على غير من هي له؛ لأنه يغتفر في الثواني ما لا


* "وهو" مبتدأ خبره قوله "كالفعل" الآتي. "لدى" ظرف بمعنى متعلق بما تعلق به الخبر. "التوحيد" مضاف إليه. "والتذكير أو سواهما" معطوف على التوحيد. "ما" اسم موصول مفعول "أقف". "قفوا" الجملة صلة ما، والعائذ محذوف؛ أي قفوه، والقفو: الاتباع.

<<  <  ج: ص:  >  >>