للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويترجح إفرادهما على تثنيتها عند الناظم، وغيره بعكس ذلك.

والألفاظ الباقية: كلا، وكلتا، للمثنى (١)، وكل، وجميع، وعامة، لغيره (٢)، ويجب اتصالهن بضمير المؤكد (٣)؛ فليس منه ﴿خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا﴾ (٤)،

بالنفس أو بالعين الاسم أكدا … مع ضمير طابق المؤكدا

وأجمعهما "بأفعل" إن تبعا … ما ليس واحداً تكن متبعا*

أي أكد الاسم بالنفس أو بالعين، بشرط أن يضاف كل منهما إلى ضمير يطابق المؤكد، في الإفراد والتذكير وفروعهما للربط به. وإذا كانا تابعين لغير الواحد؛ وهو المثنى والجمع؛ فجيء بهما مجموعين على وزن "أفعل"؛ لتكون متبعا للنهج العربي الصحيح. وأجاز بعض النحاة جمع "نفس"، و"عين" على نفوس وعيون؛ كما أجاز آخرون جمع "عين" جمع قلة على أعيان. والراجح ما ذكره المصنف.

(١) أي: ولو على سبيل التفريق؛ نحو: فاز محمد وعلي كلاهما، بشرط اتحاد العامل. ويقصد بهما: إزالة الاحتمال والمجاز عن التثنية، وإثبات أنها هي المقصودة.

(٢) أي لغير المثنى؛ وهو الجمع مطلقا، والمفرد بشرط أن يتجزأ بنفسه أو بعامله؛ نحو: حضر الطلبة كلهم، جميعهم، عامتهم، واشتريت المنزل كل، جميعه، عامته، والمقصود من التأكيد بها: إفادة التعميم الحقيقي، وإزالة الاحتمال عن الشمول الكامل.

(٣) أي لفظا؛ ليحصل الربط بين التابع والمتبوع كما أسلفنا، كما يجب أن يطابق هذا الضمير المؤكد في الإفراد والتذكير وفروعهما. وهذا كله إذا جرت على المؤكد هذا الضمير المؤكد في الإفراد والتذكير وفروعهما. وهذا كله إذا جرت على المؤكد؛ فلا يرد نحو قوله تعالى: ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون﴾، من الآية ٤٠ من سورة يس.

(٤) لعدم اتصال جميعا بالضمير. من الآية ٢٩ من سورة البقرة.


* "بالنفس" متعلق بأكدا. "الاسم" بالرفع مبتدأ، و"أكدا" نائب الفاعل يعود إلى الاسم. والألف للإطلاق، والجملة خبر المبتدأ، وبالنصب مفعول مقدم لأكدا على أنه فعل أمر. "مع ضمير" مع ظرف حال من النفس، وما عطف عليه، و"ضمير" مضاف إليه. "طابق" المؤكد صفة لضمير. "بأفعل" متعلق بأجمعهما. "إن تبعا" شرط وفعله، والألف فاعل، وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله. "ما" اسم موصول مفعول تبع. "واحدا" خبر ليس، واسمها يعود على "ما"، وجملة "تكن" مجزومة في جواب الأمر؛ وهو أجمع، واسمها مستتر. "متبعا" خبرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>