وجاز: جاء القوم كلهم، واشتريت العبد كله. وامتنع: جاء زيد كله (١). والتوكيد بـ"جميع" غريب، ومنه قول امرأة:
فداك حي خولان … جميعهم وهمدان (٢)
وكذلك التوكيد بـ"عامة"، والتاء فيهما بمنزلتهما في النافلة (٣)، فتصلح مع المؤنث والمذكر؛ فتقول: اشتريت العبد عامته؛ كما قال الله تعالى: ﴿وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً﴾.
فصل: ويجوز -إذا أريد تقوية التوكيد- أن يتبع "كله" بأجمع، و"كلها" بجمعاء،
(١) لعدم الفائدة من التوكيد؛ لأنه يستحيل نسبة المجيء إلى جزئه.
(٢) بيت من مجزوء الرجز، قالته امرأة أعرابية ترقص به ولدها، وبعده:
وكل آل قحطان … والأكرمون عدنان
اللغة والإعراب: فداك، الفدا -بالقصر والمد- ما يعطى من مال ونحوه عوضا عن المفدي، والمراد هنا: الدعاء والثناء. خولان وهمدان: قبيلتان من قبائل اليمن. قحطان: أبو العرب اليمانية. عدنان: أبو عرب الحجاز. "فداك" -بفتح الفاء- فعل ماض والكاف مفعول، و"حي" فاعل، وبالكسر مبتدأ ومضاف إليه، و"حي" خبر. "خولان" مضاف إليه ممنعو من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون، وسكن للوقف. "جميعهم" جميع توكيد لحي خولان، وهم مضاف إليه. "وهمدان" معطوف على "حي" كذلك. "وكل" معطوف على حي، وكذلك "الأكرمون"، و"عدنان" عطف بيان على "الأكرمون".
المعنى: واضح.
الشاهد: في "جميعهم"؛ حيث جاء توكيد للفاعل أو الخبر، وهو بمنزلة "كل" في المعنى والاستعمال. والمقصود به رفع احتمال التجوز بإرادة البعض، وإطلاق اسم الكل عليه.
وقد يجيء "جميع" بمعنى مجتمع، ضد متفرق، فلا يفيد توكيدا؛ كقول الشاعر:
نهيتك عن هذا وأنت جميع
(٣) أي في أنها زائدة لازمة، لا تفارقها في إفراد، ولا في تذكير، ولا في فروعهما.
وهي للمبالغة لا للتأنيث، وفيما تقدم من ألفاظ التوكيد الخمسة يقول الناظم:
و"كلا" أذكر في الشمول و"كلا" … "كلتا""جميعا" بالضمير موصلا