وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُون﴾ (١). وأن يعاد هو أو ضميره إن كان ظاهرا (٢)؛ نحو: زيداً إن زيداً فاضل، أو: إن زيداً إنه فاضل، وهو الأولى (٣).
وشذ اتصال الحرفين؛ كقوله:
إن إن الكريم يحلم ما لم (٤)
(١) فأنكم الثانية مؤكدة لأنكم الأولى الواقعة مفعولا ثانيا ليعد، وفصل بينهما بالظرف وما بعده، وأعيد مع الثانية ما اتصل بالأولى، وهو الكاف والميم؛ لأنه مضمر.
(٢) أي يعاد لفظ المتصل بالحرف أو ضميره، إن كان ما اتصل به الحرف اسما ظاهرا.
(٣) أي أن إعادة الضمير أولى وأفصحج من إعادة اللفظ، لأنه الأصل، ويلزم من إعادة اللفظ التكرار، وإيهام أن الثاني غير الأول، وبه جاء التنزيل؛ قال تعالى: ﴿فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون﴾، من الآية ١٠٧ من سورة آل عمران.
أما إعادة الظاهر فمن وضعه موضع المضمر، وفي توكيد الحرف يقول الناظم:
كذا الحروف غير ما تحصلا … به جواب كنعم وكبلى*
أي: كما أن توكيد الضمير المتصل لا يكون إلا بإعادته وإعادة ما اتصل به كما سبق في البيت قبل، كذلك الحروف غير الجوابية؛ لا يعاد لفظها إلا مع اسم الظاهر المتصل بها، أو ضميره، أما حروف الجواب؛ كنعم وكبلى، فتعاد وحدها.
(٤) صدر بيت من الخفيف، لم يعرف قائله، وعجزه:
يرين من أجاره قد ضيما
اللغة والإعراب: يحلم: من الحلم؛ وهو الأناة والتعقل. أجاره: جعله في جواره وحمايته. ضيم: فعل مبني للمجهول؛ أي ظلم وبخس حقه. "إن" حرف توكيد ونصب؟ "إن" الثانية توكيد لها. "الكريم" اسمها. "يحلم" الجملة خبر. "ما" مصدرية ظرفية حرف مبني لا محل له من الإعراب. "يرين" فلعل مضارع مؤكد بالنون الخفيفة في محل جزم بلم، و"ما" وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بإضافة اسم زمان منصوب بيحلم؛
* "كذا" خبر مقدم. "الحروف" مبتدأ مؤخر. "غير" بالرفع نعت للحروف، وبالنصب أداة استثناء. "ما" اسم موصول مضاف إليه. "تحصلا" فعل ماض، والألف للإطلاقز "به" متعلق به. "جواب" فاعله، والجملة صلة "كنعم" خبر لمبتدأ محذوف. و"كبلى" معطوف على "كنعم".