فقد أصاب سِدادا من عوز)، رواه هشيم بن بشير سدادا -بفتح السين- فأزال المعنى، وإنما هو السِّداد -مكسورة السين- من سد الخلة، وكل شيء سددت به فرجة، أو ردمت به ثلمة فهو سداد، ولذلك سمي صمام القارورة سدادا، فأما السداد -بفتح السين- فهو مصدر سد رأيُ فلان يسد سدادا. وكان المأمون قد سمع هذا الحديث من هشيم، فرواه ملحونا كما سمعه اتباعا للرواية، فراجعه النضر بن شميل في ذلك، فامتعض من هجنة اللحن.
حدثني أحمد بن عبدوس، ثنا مسبح بن حاتم العكلي، نا حسين بن أحمد الأصبهاني، عن النضر بن شميل قال: لما قدم علينا المأمون خراسان دخلنا عليه فحدثنا عن هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تزوج ذات جمال ومال، فقد أصاب سَدادا من عوز)، فقلت له: حدثنا عوف الأعرابي، عن الحسن، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تزوج ذات جمال ومال، فقد أصاب سِدادا من عوز). فقال: أتلحنونني؟ فقلت: لحن هشيم، وكان لحانا، فقال: وما حجتك؟ قال: قلت: قول العرجي:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
قال: فسكت.
وأما الغلط في التصريف وأبنية الفعل فكالحديث الذي رُوي أنه