للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ أَجْذَمُ" ١.

ذكره أبو عُبيد في كتابه ٢ وقال الأجذم: المقطوع الي: د واحتّجَّ بقول الشاعر:

وهل كنتُ إلا مِثلَ قاطِعِ كفّه ... بكَفٍّ له أُخرى فأصبحَ أجذمَا ٣

واعترض عليه ابنُ قَتَيْبَةَ في كتابه الَّذِي سمَّاه إِصلاحَ الغَلطِ وزعم أنه تدبَّر هذا التفسير فرآه إنما أُتِي فيه من قبل البيت الَّذِي استشْهَده قَالَ وَليْسَ كلُّ أجذم أقطع اليد قال وإذا حملنا الحديث على ما ذهب إليه رأينا عقوبة الذَّنب لا تشاكل الدنب لأنَّ اليدَ لا سببَ لها في نِسْيَانِ القرآن والعُقوباتُ من الله عَزَّ وجَلَّ تكون بحَسب الذُّنُوب كقوله: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} ٤ يُريد أَنَّ الرِّبا الَّذِي أكلوه رَبَا في بطونِهِم وأَثْقَلَهم وَكَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي قَوْمًا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ كُلَّمَا قُرِضَتْ وَفَتْ فَقَالَ جِبْرِيلُ هَؤُلاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ" ٥. لأَنهم قَالُوا بأفواههم فعوقبوا فيها ومثل هذا كثير.


١ أخرجه أبو داود في الصلاة ٢/ ٧٥ والدارمي في ٢/ ٤٣٧ وأحمد في ٥/ ٢٨٤, ٢٨٥, ٣٢٣, ٣٢٨.
٢ غريب الحديث لأبي عبيد ٣/ ٤٨.
٣ اللسان "جذم" وعزي للمتلمس وهو في ديوانه /٣٢.
٤ سورة البقرة: ٢٧٥.
٥ أخرجه أحمد ٣/ ١٢٠, ١٨٠, ٢٣١, ٢٣٩ بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>