للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عَبْد الله بن عَمْرو أنه أَتَى الطَّائِفَ فَإِذَا هُوَ يَرَى التُّيُوسَ تَلِبُّ أَوْ تَنِبُّ عَلَى الْغَنَمِ خَافِجَةً فَقَالَ لِمَوْلًى لِعَمْرِو بن العاص يقال له: هرمر يَا هُرْمُزُ مَا شَأْنُ مَا ها هنا ألم أكن أعلم السباع ها هنا كَثِيرًا. فَقَالَ: نَعَمْ وَلَكِنِّهَا عُقِدَتْ فَهِيَ تُخَالِطُ الْبَهَائِمَ وَلا تُهَيِّجُهَا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: شَعْبٌ صَغِيرٌ مِنْ شَعْبٍ كَبِيرٍ ١

يَرْوِيهِ ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ هُرْمُزٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.

قوله: تلب من اللبلبة وهي زمزمة ٢ التيس إذا طلب السفاد وتنب من النبيب يُقَالُ نب التيس نبيا ومثله هب هبيبا قَالَ الشاعر:

ما أبالي أنب بالحزن تيس ... أم لحاني بظهر غيب لئيم ٣

والخافجة: السافدة: والخفج: السفاد وقد يستعمل في مباضعة الرجل أهله وقد يحتمل أن يُقَالُ: جافخة بتقديم الجيم وأصل الجفخ الكبر.

وَقَوْلُهُ: عقدت يريد أنها قد عولجت بالأخذ كما تعالج الروم الهوام ذوات الحمة بالشيء الَّذِي يسمونه الطلسم ٤.


١ الفائق "لب" "٣/ ٣٠٠" والنهاية "نب" "٥/ ٤" وفي "شعب" "٢/ ٤٧٧".
٢ كذا في ط, وفي س, د: "رمرمة التيس" بالراء وفي القاموس "زمم": الزمزمة: الصوت البعيد له دوي.
٣ كتاب سيبويه: ٣/ ١٨١" وعزي لحسان بن ثابت وهو في ديوانه "٢٢٥".
٤ الوسيط "طلسم" الطلسم والطلسم في علم السحر: خطوط وأعداد يزعم كاتبها أنه يربط بها روحانيات الكواكب العلوية بالطبائع السفلية لجلب محبوب أو دفع أذى وهو لفظ يوناني والشائع على الألسنة طلسم كجعفر, ويسمى كل ما هو غامض مبهم كالألغاز والأحاجي: طلاسم, ويقال: فك طلسمه أو طلاسمه: وضحه وفسره.

<<  <  ج: ص:  >  >>