للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ أَصَابَ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَلَمَّا هَبَطَ مِنْ ثَنِيَّةِ الأَرَاكِ ضَوَى إِلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ يَسْأَلُونَهُ غَنَائِمَهُمْ حَتَّى عَدَلُوا نَاقَتَهُ إِلَى سَمُرَاتٍ فَمَرَشْنَ ظَهْرَهُ ١.

حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ نا أَبُو عَرُوبَةَ نا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ نا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.

قوله: ضَوَى إِلَيْهِ المُسْلمون: أي مالوا إِلَيْهِ يُقالُ: ضوَيْتُ إلى فُلانٍ أَضْوِي إِلَيْهِ ضُوِيًّا إذا أوَيْتَ إِلَيْهِ.

وقوله: مَرشْنِ ظهْرَه فإنّ المَرشَ الخَدْشُ الخَفِيف كالتَّناوُلِ بالأَظافِير ونحوِها ويُقال: فُلانٌ يَمْتَرِشُ الطَّعام إذا كَانَ يتناوله من أَطْراف الصَحْفَة وكذلك يمتَرِشُ المالَ إذا كَانَ يكسِبُه ويجمَعُهُ من كل وجْهٍ ومثله يقْتَرِشُ المالَ ويُقال إنّما سُمِّيَتْ قُريشٌ قريْشًا للتجارة وجَمْع المال قَالَ الشّاعُر:

إِخْوَةٌ قرَّشُوا الذُّنُوبَ علينا ... في حَديثٍ من عَهْدهم وقَدِيم

والتَّقْرِيشُ أيضًا: التَّفتيشُ. وقال معروف بْن خَرَبُوذ إنما سُمِّيت قُريْشًا لأنّهم كانوا يُفتِّشون الحاجَّ عَنْ خَلَّتِهم فيَسدُّونها يُطعمون جائعَهم ويَكْسُون عَارِيَهم ويَحْمِلُون المُنْقطَعَ بِهِ. قَالَ الحارثُ بْن حِلِّزة:

أيُّها الشَامِتُ المُقَرِّشُ عنَّا ... عِنْدَ عَمرو وهل لِذاك بَقاءُ ٢

ويُقال: بل سُمِّيت قُريشًا لأنها تقرَّشَتْ: أي اجتمعَتْ بعد التفرق وكانوا


١ أشار ابن كثير في السير ة النبوية إلى هذه الرواية ٣/ ٦٧٢ وانظر النهاية ٣/ ٣١٩ برواية: "إلى شجرات" بدل "إلى سمرات".
٢ اللسان والتاج "قرش". والديوان /١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>